عائشة العتيبي
القيم والمبادئ والأفكار والمُعتقدات وغيرها من المصطلحات قد لا تشكِّل القلق الكبير لدى البعض إلا أنها تؤثِّر سلبًا عند البعض الآخر فعند قول هذا خطأ لا يعني أنه يسيء لشخصك أو انتقاص من مكانتك، وعند قول بأنك على حق هذا لا يعني كونك على الصواب التام، فالأشخاص يرون ظاهر ما يبدو لهم لا يرون ما مدى حقيقة الأمر بكل دقة ووضوح كما تراه أنت تماماً، فهناك على سبيل المثال عند ردة فعلك بطريقة ما على نقاش معين قد يراه البعض أنك مخطئ بهذا الرد بينما البعض الآخر يرى أنك على حق دون النظر إلى أول نقطة أدت إلى هذه المرحلة من الاختلاف.
ولأن هناك مواطناً يستدعي الشخص الوقوف عندها بالصمت أو الرد بشكل جيد، كذلك هناك مواطن أخرى تمريرها بالتجاهل هو الأفضل، ليس كل نقاش يجب أن نثبت لهم فيه أننا أقوياء ولدينا ردة فعل كبيرة قد يكون تجاهله في هذه الحالة هو مصدر قوتنا، هناك أمرًا مختلفًا البعض يُريد مِنّا أن نُعطيه الرأي ووجهة النظر لأمر ما أو لنقاش معين وحين نتحدث ونُبْدِي برأينا يريدون مِنّا الصمت أثناء التحدث بِمُقاطعتنا أو إصرارهم أنهم هم فقط الذين على الصواب بطريقة تحدثهم الحادة القوية مُوجّه إلينا، وفعلهم لذلك هو لأحد أمرين لأننا قد نقول الحق ويعلمون بأن ما نقوله هو الأمر الصحيح أو يعتقدون أننا نقلِّل منهم ومن رأيهم، لذا حسن التعامل وطريقة الحديث والحوار والمناقشة بطريقة جيدة غائبة وبشدة لدى فئات كبيرة من مجتمعنا يرون أنك تقلِّل من شخصيتهم وأنك تتدخل في حياتهم الخاصة وأنك لست أهلاً لهذا الحوار لكي يأخذون منك الرأي والمشورة، أجل لماذا يريدون مِنّا ما يريدون هم..! فيطرح نقاش متناقض من أول نقطة للحوار.. هنا يجب أن يُقال لهم ما تشاؤون فعله عليكم فعله لأن ما تريدونه ليس لدينا؛ هو الوقوف على موافقتكم دون مشاركتنا برأينا، هنا فن التخاطب والتعامل والنقاش وطريقة الحوار ضائعة بين أشخاص تفتقد تبادل الأطراف ووجهات النظر وبأحاديث عقيمة وحوارات زائفة هذه هي الحقيقة التي قد لا يستطيع البعض النطق بها، ويضع رده وهو يعلم بأن لا جدوى ولا منطق يرضى بذلك؛ ومن منظورهم وجهة نظرك ضائعة وثقتك بكلمتك هي مجرد أنك تُريد أن تكون أفضل منهم ولاسيما عليهم بـ إيقافك وبسرعة قبل أن تتجرأ وتنطق ويمرِّر على مسامعهم وكأن الأمر مجرد معاركة فقط ولمن الغلبة؛ هنا فقد ضاع أدب الحوار وأساليب النقاش وتقبّل وجهات النظر وتبادل الآراء.