يخيل لي وجهك المشمس بالشوق
ولهفتك المنتظرة..
ينتابني شعور بالركضِ نحوك باندفاع لا يتوقف..
المسافة تصنع الأيام بين القلوب
فهو ليس بعدد اليوم مثلما هو بحجم المسافة.
لقد غرُبت الشمس من عيني ثلاثة مرات ولم أشعر
وارتطم الموج بقدماي ارتطام الشروق المبهج
ولم تتبلل...
لقد كان هناك أشياء كثيرة تدعوا للبهجة ولم أبتهج...
كانت هذه المسافة بمثابة التوازي بيننا
وكأنها تعطيك درساً بأن كل شيء يخرج عن السيطرة في حال أن أحدنا ذهب ذهاب السفر عن الآخر...
ساقتني إليك أفكار كثيرة وخيالات لم تخطر على بال عقلي أن تكون دونك..
لقد صنعت المسافة التي زُلفت بيننا شعوراً جديداً متجدداً...
لقد جَعلت منك ألف رجل في يومين.
تياراً من العواطف المتضاربة..
ربكة البعد القريب والقرب البعيد جداً..
نشعر بعد كل هذا العصف من التضارب.. أننا وبكل أمانة قلب وعقل... قد احتجنا لهذا جداً.
أدلةُ الأشياء تحتاج موقفاً يرميها بقوة في وجه روحك.
يخرجها من بؤرة الاجتهاد في إخفائها طيلة عُمر محبتك..
المسافات تصنع حباً متورداً وبقاءً متمكناً
وانتظارات كثيرة..
فمهما كان ذلك البعد المكروه قاصماً..
إلا أنك تعود بعدهُ بحب مؤكد..
يزلفُ الزمن والأمكنة ويُعبد الطريق الذي قد قُطع
وحدث منه ذلك..
فتعود وكأنك مضاعفاً..
تخاف أكثر وتنتظر أكثر وتحافظ أكثر..!!
** **
- شروق سعد العبدان