وهجرٌ ضناني.. وفي الهجرِ قتلي
وطيفٌ قلاني.. وقد عافَ وصلي
فأحرقتُ نفسي بذكرى غرامي
وأجريتُ دمعا بعين شكت لي
دهتني شموسٌ بأفق توارى
وغامت سمائي بفرط التولّي
فهذا حبيبي ونور البرايا
ودفء اشتياقي وبعضي وكلّي
وغامت حياتي بليل التنائي
وقد ضاع عشقي بمن كان خلّي
وقد كان طيفا شغوفا بشعري
محبا قريبا قرينا كظلي
ويرنو اليّا ويصغي مليّا
إذا قلت شيئا.. ويرضى بفعلي
فسرنا سويا بدرب الحكايا
وأنكرتُ صحبي وأغضبتُ أهلي
وعشنا غراما بديعا سبانا
وعلقتُ قلبي بمن ذاب مثلي
ومنيتُ نفسي بعشق المآقي
فأغوتْ فؤادي بسحر التجلي
ولكن تولَّى وأبدى جفاءا
فغلبتُ ظني وإن ظلَّ سؤلي
سألتُ اشتياقي فلمّا يجبني
فهل من مجيبٍ.. فيا قلب قلْ لي..
أيا من تولّى برغم اشتياقي
وقد ضاق ذرعا بفعلي وقولي
عبوساً إذا ما شكوت احتياجي
ملولا ضجورا بشعري المملِّ
ليبقى بعيدا يحب التجني
ويزهو سعيدا بحزني وذلي
أطعتُ الفؤاد الذي قد سباني
فأضنى كياني فبئس المضل
دهاني هيامي وما كنت أدري
بأني اجترأت فعذرا لجهلي
ومازلت أشكو مرار اشتياقي
وأخفي حنيني بجهد المقل
** **
- د. إلهامي عبدالرحمن