وفاء أحمد - الرياض:
في صغرها كان والدها يجلب لهم من أسفاره ما يميز الدولة التي يسافر إليها، سواء كانت مأكولات مختلفة، أو حتى وصفات طبخ جديدة؛ لكي تقوم زوجته بتجربة تلك الوصفات، من هنا بدأ حب «طرفة الفوزان» للطبخ والمطبخ.
تقول طرفة إنه بحكم عمل والدها في مجال الملابس الجاهزة كان كثير السفر ويحضر عديدًا من الهدايا لهم من الهند والصين والعراق والكويت والبحرين، ولأن والدتها لا تجيد القراءة كانت مهمة «طرفة» وهي في عمر الثامنة قراءة بعض الوصفات لوالدتها ومساعدتها في المطبخ، إضافة إلى أنها كانت تذهب إلى جاراتهم من مختلف الجنسيات لتعلم كيفية إعداد تلك الأطباق.
وفي عام 1400هـ عندما كانت بمرحلة المتوسطة أهداها والدها كتاب المطبخ العربي والذي أحضره لها من الكويت، ولم يحتو الكتاب على أي تفاصيل لوصفات الطعام كالمقادير مثلاً، ومع ذلك كان هذا الكتاب نقطة تحول في حياتها، فمنه تعلمت الكثير من الوصفات التي كانت تحاول أن تقيس المقادير الصحيحة لها، ومع تشجيع والدها نجحت في هذه المهمة، ونما لديها حب الطبخ حتى أصبحت متقنة له وشغوفه به، واليوم أصبح لديها العديد من الشهادات في المطبخ الصيني والإسباني، والعربي، والخليجي، والحلويات الفرنسية، والشرقية.
اليوم أصبحت طرفة الفوزان مدربة طبخ معتمدة دولياً ومحلياً من قبل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وأول سعودية تحصل على الميدالية الذهبية في معرض «هوريكا السعودية» المتخصص بالمأكولات عام 2016، وثاني سعودية على جائزة الطبق المبتكر.
تعمل طرفة مدربة مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني حيث تُعد حقيبة تدريبية باسم فن إدارة الطهي، وتقوم بتقديمها في مختلف مناطق المملكة، كما أطلقت مبادرة سواعد سعودية التي تهدف إلى المحافظة على تراث المطبخ السعودي والوصول به إلى العالمية، وذلك من خلال توفير وتدريب كوادر سعودية محترفة ومتخصصة في مجال الطبخ لشباب وشابات سعوديين.
وحول حصولها على الميدالية الذهبية في معرض هوريكا السعودية عام 2016، وعلى الميدالية الفضية في معرض هوريكا أيضاً عام 2017، تقول طرفة لـ»الجزيرة» إن مسابقة هوريكا 2016م التي أقيمت في مدينة الرياض شارك فيها نخبة من الطهاة والطباخين بلغ عددهم 160 من مختلف الجنسيات، وحصدت طرفة المركز الأول والميدالية الذهبية كأول سعودية حيث شاركت بطبق محلي وهو كبسة هامور أعدته في 45 دقيقة، أما في هوريكا 2017م فقد شاركت بكبسة الخضار التي تسمى قديماً بكبسة الفلاحين ولكن أعدَّتها بطريقة فندقية مهنية وحصلت بها على الميدالية الفضية، وتسعى طرفة الفوزان أن تصل بالمطبخ السعودي إلى العالمية، كما تطمح لافتتاح أول مطعم لها.