صيغة الشمري
دخلت حرب التطبيق الصيني «التيك توك» وتطبيق «الوي شات» مرحلة حاسمة، تشنها الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة ترامب ضد هذين التطبيقين لأسباب عديدة، بعضها معلن وبعضها سري للغاية، وبعضها يتعلق بالمنافسة بين القطبين على زعامة العالم الرقمي التي لا تقبل القسمة على اثنين كما يقول العامة، والغريب أن الصين تشرب من الكأس نفسها التي أذاقتها قبل سنوات لتطبيقات أمريكية عدة مثل اليوتيوب وغيرها، والتي واجهتها الصين بتطبيقات بديلة وفرتها لمواطنيها الذين حذرتهم من مغبة الثقة بالتعامل مع أي تطبيق أمريكي، وعندما نهض العملاق الصيني في مجال التطبيقات كعادته في جميع المجالات وأصبح لديه تطبيقات تحقق نجاحًا عالميًا وتكتسح الدنيا وجد أمامه عقبة ما زرعه قبل سنوات طويلة ضد التطبيقات الأمريكية لدرجة وصلت لحد حدوث أزمة سياسية قد تتسبب بما هو أكبر -لا سمح الله. بالنسبة لجميع دول العالم الأخرى تكشفت الأمور التي كانت قد تبدو مثل أحجية مضحكة بأن هذه التطبيقات ليست بريئة بما فيه الكفاية، وأنها ليست سوى أذرعة ناعمة للدول التي تملكها تستطيع من خلالها التحكم بآراء وعقول النسبة العظمى من مواطني أي دولة، لم يشفع لـ»التيك توك» ولا لـ»الوي شات» تميزهما وضخامتهما والخدمات المميزة التي يقدمانها أكثر من غيرهما في النجاة من آثار حرب القطبين السياسيين ومحاولة كل طرف إضعاف أي ذراع قد يستخدمه الطرف الآخر في سبيل الفوز بزعامة العالم. تزداد الحرب» القطبية» بين أمريكا والصين حتى أخذت منحى قد يتسبب في حرب عسكرية ضروس، أو تختار الصين بلداً من أتباعها تطلق تطبيقاتها منه وتتخلص من «عوار الرأس»!