عثمان أبوبكر مالي
بالإجماع يتفق الاتحاديون باختلاف شرائحهم أن ناديهم لم يكن في يوم من الأيام بحاجة إلى تعاضدهم وتكاتفهم والتفافهم ووقوفهم خلفه قدر حاجته في هذه الأوقات والأيام وخلال الفترة القادمة؛ بعد المعاناة الكبيرة التي عاشوها جميعاً طوال الموسم الماضي وللعام الثاني على التوالي، كان خلالهما فريق كرة القدم قاب قوسين أو أدنى من السقوط إلى دوري الدرجة الأولى، ليكون ذلك سابقة لم تحدث خلال مسيرته؛ فالتاريخ يسجل أن الاتحاد يأتي على رأس ثلاثة أندية محلية (لم تهبط ولم تلعب) في دوري الدرجة الأولى طوال تاريخها، ومن واجب الأجيال الاتحادية المتعاقبة أن تعرف ذلك وأن تحفظ هذا الإرث الكبير وتحافظ عليه، وسيكون عارًا تاريخياً وأبديًا على الإدارة والجيل الذي ستحدث فيه (هذه الكارثة) الرياضية ـ لا سمح الله ـ ليس في تاريخ النادي فقط، وإنما (ولا أبالغ) في تاريخ الرياضة السعودية عموماً، بل أنني أجزم أن حدوث ذلك سيكون معيباً بحق (الجهة الرسمية) ومسؤوليها، إذ كيف يترك (النادي الأول) في رياضة البلد ينهار تدريجياً وهم يتفرجون عليه، ولا يحركون ساكناً من أجل إنقاذه، وخاصة أن بوادر ذلك الانهيار بدا تدريجياً من عدة سنوات مضت، وبشواهد وحيثيات كثيرة ومعروفة، وكنا نحذر منها منذ ذلك الوقت، وكانت تتطلب تدخلاً رسمياً يستحقه (العميد) أيقونة الرياضة السعودية.
أعود إلى ما بدأت به فأقول إن إجماع الاتحاديين على حاجة ناديهم الوقوف والالتفاف حوله لا ينفع أن يكون بالتمنيات والأقوال ولا بطرح الآراء والأفكار وإنما بضرورة العمل والمساهمة من قبل الجميع، كل بطريقته وأسلوبه، حدوث ذلك يحتاج إلى (مبادرة) من الجميع وكل من موقعه، ويأتي في المقدمة جمهور النادي العريض ورقمه الصعب، وهو الأكثر وقوفاً ودعماً ومساندة والأكثر تأثيراً وتأثراً في نفس الوقت، وهو المطالب أن يقود (الوقفة) المطلوبة، ويكون ذلك بالتنازل (مؤقتاً) عن رغباته وتطلعاته ونظرته ومطالبه وأمانيه في تحقيق الإنجازات أو المنافسة عليها، تقديراً للحالة التي يعيشها والظروف التي وضع فيها، وخروجه منها لن يكون دون التنازل والصبر معاً على مرحلة (إعادة برمجة) الفريق، ولا يتم ذلك من غير هدوء وتأنٍ و(عمل جماعي) من كل الأطراف الاتحادية، بل إن هذا الجمهور الوفي هو من يعول عليه أكثر في قيادة المرحلة واحتياجها من خلال رفض (الانقسام الكبير) الحاصل حالياً، وإيقاف الانسياق خلفه والمناداة به كما هو حاصل حالياً من أولئك الذين ما زالوا ينظرون من أفق ضيق ويتطلعون لعمل وعودة من زاوية فردية وبرؤية أحادية لم يعتدها النادي الكبير ولم تكن في أي وقت من فترات (صناعته التاريخ) أسلوبه أو منهج مسيريه، وعندما ألبسوه ذلك الرداء الفضفاض انهار تدريجياً حتى وصل إلى ما وصل إليه، وأول خطوات البناء والعودة والتكاتف في خلع ذلك الرداء (النتن) واتحاد الجميع (فعلاً وقولاً) خلف ناديهم، فمن يعلق الجرس؟!
كلام مشفر
« أرجو أن يكون الاجتماع (الخماسي) الذي عقد عصر يوم الأحد الماضي ـ وسعدت بأن كنت أول من نقله للاتحاديين من خلال (تغريدة) ـ ببادرة من عدد من رجالات النادي وتجاوب (مسؤول) من الرئيس خطوة أولى في التفاف وعودة حقيقية، يتبعها لقاءات مماثلة وموسعة من قبل شخصيات وكبار رجالات النادي في كل المناطق.
« ولعل البادرة القادمة تأتي من رئيس النادي وأعضاء مجلس إدارته، وتكون باتجاه (أعضاء الجمعية العمومية) وضرورة التواصل معهم، على أن يبدأ ذلك بـ(الأعضاء الذهبيين) الذين يبلغ عددهم 22 عضواً، تحتاج الإدارة إلى التواصل معهم من أجل وقفة والتفافه لن يبخلوا بها، وعلى الرئيس أن يعلق الجرس علناً باتجاه هذه الخطوة.
« محبطون أولئك الذين يريدون أن يخرج أي لقاء أو اجتماع بين رجالات النادي ومجلس الإدارة (بأخياش مليئة بالريالات) تلك نظرة سطحية من البعض، الذين لا يفهمون أن العقول والأفكار والتجمع مطالب أساسية ومهمة يحتاجها النادي، وهي خطوة مهمة من أجل تأمين باقي احتياجاته ومتطلباته، ومنها الدعم المادي.
« وجود 12 لاعبًا محترفًا (أجنبيًا) في قائمة الفريق الاتحادي (مأزق كبير) يحتاج إلى معالجة دون رفع فاتورته الضخمة أصلاً، تصرف حكيم بالتأكيد محاولة الاستفادة من بعض هذه الأسماء المتاحة وبموافقة المدرب واختياره وتحت مسؤوليته من غير إضرار بالفريق.