د. عبد الله بن أحمد المغلوث
اليوم الوطني في أي دولة من دول العالم هو الموعد المحدد للاحتفال للدولة بمولدها كأمة والاحتفال بها كدولة ذات سيادة، ويعتبر بمثابة يوم لخدمة الوطن لأنه يعكس حالة هذا الشعب ودرجة انتمائه وولائه لهذه الأرض ولهذا الوطن.
وفي كل عام يأتينا اليوم الوطني ومعه نتذكر تاريخ الآباء وأمجاد الأجداد وما قدموه من صفحات ناصعة البياض وهي صفحات سيكتب عنها التاريخ بكل فخر واعتزاز لكي يشب جيل اليوم على مبادئ وقيم حب الوطن والانتماء إليه، وهذا لن يتحقق بالطبع إلا إذا كانت هناك خطوات نسير عليها لتحقيق هذا المراد.
ولعل أول هذه الأهداف أن نكون صادقين مع أنفسنا في إيصال رسالة حب الوطن في نفوس النشء والصغار، فالمدرسة والبيت والوالدان لهم جميعاً الدور الريادي والمؤثر في زرع هذا الشيء لدى أطفالنا منذ الصغر.
جائحة كورونا:
خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وجها وتابعا أوضاع القطاع الخاص منذ بداية جائحة كورونا التي عصفت بالعالم وتأثر بها الكثير من اقتصاديات دول العالم وأصدرا العديد من الأوامر والتوجيهات التي أسهمت وستسهم -بإذن الله- من تخفيف الآثار المالية والاقتصادية الناتجة عن هذه الكارثة الصحية التي اجتاحت العالم.
إن المبادرات التي شهدها الاقتصاد السعودي عززت الثقة في القطاع الخاص ودعمت نشاطه ومنحته القوة في مواجهة الجائحة، وتؤكد بجلاء القدرة والقوة الاقتصادية للمملكة العربية السعودية عالمياً.
وكشفت للعالم أن المملكة سباقة بمبادراتها لدعم القطاع الخاص، مما أكد أن المملكة اتخذت تدابير وإجراءات اقتصادية سليمة، أكدت أن اقتصاد المملكة من أكبر الاقتصادات في العالم، حيث إن استمرار المبادرات يعطي القطاع الخاص الثقة ويعزز من استمرار العمل والمحافظة على العاملين ويحد من المشكلات الاقتصادية.
إن الإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها المملكة في عهد الملك سلمان تعد نقطة تحول تاريخية للاقتصاد الوطني، حيث إن السياسات الاقتصادية التي نفذتها وقامت بها الحكومة الرشيدة في خفض العجز للميزانية ولا سيما مع النمو الكبير للإيرادات غير النفطية هي سياسات ناجحة وتدل على قوة وحيوية الاقتصاد السعودي؛ فالمملكة نجحت في خفض العجز رغم أن أسعار النفط لم تشهد تحسناً سوى في الربع الأخير من العام الماضي بسبب اتفاق منظمه أوبك على خفض الإنتاج وهو تحسن طفيف بالطبع لكن السعودية من خلال رؤية 2030 الطموحة تنتقل باقتصادها إلى مرحلة ما بعد النفط، والتي تعتبر بكل المقاييس والمعايير نقلة نوعية غير مسبوقة بشموليتها وعالميتها.
الإنجازات والإصلاحات
ولقد تحققت في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الكثير من الإنجازات العظيمة في فترة بسيطة، وسط ثورة هائلة من الإصلاحات استطاعت إحداث تطورات كبيرة على الأصعدة كافة وتقدم حضاري ملحوظ وتنوع اقتصادي متين ومواكبة لكل جديد ومفيد يحقق للمواطن الأمن والازدهار، ويحفظ لهذا الوطن الكبير مترامي الأطراف ومتعدد التحديات، مكانته السياسية الشامخة والاقتصادية الضخمة والثقافية والاجتماعية الراقية، فعلى الصعيد الاقتصادي فقد شهد عهد خادم الحرمين الشريفين عدداً من الإنجازات الاقتصادية الهائلة، استطاعت المحافظة على الاستقرار والنمو الاقتصادي للمملكة دون الاعتماد على النفط كمصدر أساسي، وكان من أهم وأبرز هذه الإنجازات الوقوف على قرار إطلاق رؤية 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020، وخفض العجز للميزانية وتنويع مصادر الدخل غير النفطية، وتدشين عدد من المشاريع التنموية والتعدينية. إن الإنجازات التي تحققت في عهد خادم الحرمين إنجازات عظيمة وكبيرة، خاصة ما يتعلق بالمشاريع الاقتصادية العملاقة التي دشنت في المنطقة الشرقية العملاقة في صناعة الطاقة والغاز وحقول النفط ومشاريع البحر الأحمر الأكبر سياحياً في العالم بأكثر من 50 جزيرة بكر تستثمر لتصبح من أرقى مشاريع العالم سياحياً، والاتفاقيات العالمية التي نتجت عن جولة خادم الحرمين في شرق آسيا، ومن أهمها الاتفاقيات التي لم يسبق لها مثيل مع اليابان وكوريا والصين ودوّل الخليج والأردن؛ وهذا يدل على عظم حجم التنمية التي تتجه لها المملكة في ظل قيادتنا الرشيدة.
وضعت رؤية السعودية 2030 ضمن أهدافها الاستراتيجية السيطرة على نسب البطالة المتنامية في المجتمع السعودي، وذلك بخفض معدل البطالة إلى 7 في المائة. حيث أكد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي أن الخطط التي تتبناها رؤية السعودية 2030 ستوفر التهيئة للعامل أو الموظف السعودي لدخول إلى سوق العمل.
كما أكد أن الحكومة السعودية تخطط لبناء شراكات مع مؤسسات وشركات القطاع الخاص، بالإضافة إلى الشركات التي ستنشأ بناء على الرؤية، والتي ستكون ملكيتها حكومية بنسبة عالية، حيث سيكون لكل الخطط مجتمعة دور واضح في توفير فرص العمل. وفي جانب رأس المال البشري والاستثمار فيه ستضع الرؤية خطة للتدريب وتأهيل السعوديين للمنافسة في سوق العمل، وربط مخرجات التعليم باحتياجات السوق.
وبين يوم وآخر تؤكد العديد من الدراسات العالمية الموثقة الإنجازات التي تحققها المملكة على مستوى التنمية البشرية، من خلال أبعادها الرئيسة والتي ركزت عليها برامج رؤية المملكة 2030، وهي؛ الحياة الصحية للفرد، واكتساب المعرفة، ومستوى المعيشة اللائق.
ووفقاً للدراسة التي أعدها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، احتلت المملكة المرتبة 39 بين 189 دولة في مؤشر التنمية البشرية للعام 2017، وهو وسيلة لقياس مستوى الرفاه، والرعاية الاجتماعية لتصنف بذلك من بين الدول ذات التنمية البشرية العالية جداً.
** **
- عضو الجمعية السعودية للاقتصاد