وطني الذي عزف الزمانُ شواهقه
غنّى له التاريخُ جاب طرائقه
وطني كتابُ الأرض، في صفحاته
حُفظتْ عهودٌ كي تنير مواثقه
لخُطاك يا وطني سوامقُ عزةٍ
ولأنت أجمل ما روته السامقه
معناك يورثني علوًّا فارهًا
ورؤاك أعظم ملهماتي الخارقه
يا أيها الوطن الذي أسمو به
عطَّرتني أملاً بروحٍ عابقه
ستعود أحلامي لحضنك ثرةً
بيني وبينك أمنياتٌ عالقه
لم أرتحل عن كل أرضك إنني
أرعى مغاربَ موطني ومشارقه
يا نجمة الأقطار تيهي حرةً
في يومك الزاهي قلوبٌ عاشقه
ضمي المواطنَ كلها في أضلعي
فأنا هنا وهناك أتلو البارقه
وعلى الرؤوس يطوف تاجُك مبهراً
طُبعت عليه علامةٌ لك فارقه
قد جئتُ من أقصى القرون مُشيّدًا
بهواك تحملني خطاي الواثقه
خلّفتُ تأريخاً طرياً نائماً
وعلى الجدار، البؤسُ عضّ عوالقه
فعليه أسوار الجمود شقائقٌ
وعليك أسورة الجمال الشائقه
يا نجمةً بالفخر فاضت أنجماً
امضي بروحٍ في المحبة غارقه
هيا، اعبريني للخلود جلالةً
وأنا سأنتظر العهود السابقه
** **
- شعر/ د. نايف الرشدان