شريفة الشملان
شمسنا تستيقظ تنثر شعرها الذهبي على بلادنا الشاسعة الجميلة في تباين ضراسها، من سهول لجبال ووديان إلى هضاب، إلى صحاري شاسعة تتمنى قطرات المطر.
شمسنا الجميلة قد تمر علينا جميعاً، قد نختلف كثيراً لكن لا نختلف في حب أرضنا وسمائنا.
شمس تعانق رؤوس نخيلنا الخضراء دوماً، وتنتج لنا تمراً حلواً يضاهي العسل لوناً وطعماً.
وطننا وطن الحب والجمال، وطن أعراق جميلة فتح الباب لها وذابت وزادته جمالاً ونقاءً وثقافة انصهرت معنا ثقافة وعلماً وتلاقح ثقافات.
هذا الاخضرار الذي عشقناه بقوة منذ خط قائدنا الأول عبدالعزيز صورة علمنا وشعارنا، فكان الأخضر لنا ينثر الحب، ولا حب بدون قوة ولا قوة إلا بكلمة التوحيد ترفرف كل لحظة في سمائنا.
وطن للحب، وللعلم ولمهن جميلة يرتفع عاماً بعد عام، يكبر في عيوننا ونكبر معه، تتفتح الأبواب المغلقة وتغلق الأبواب المقلقة.
هذا الوطن الذي نعشقه ويعشقنا. الذي نرى ذرات رمل شواطئه لؤلؤاً وردياً منثوراً.
تتباين مصادر ثقافاتنا وأسلوب خطاباتنا لكننا نجمع على أنه الخيط القوي الذي يجمعنا كقلادة ضخمة تحيطه وتسبح الله وتحمده وتدعوه أن يكون قوياً معافى دوماً. وتحاول أن تزيل من شوك قد يتعب المسيرة نحو التفوق والنجاح وحفظ مقدراته.
اليوم الأربعاء عيده وهو في كل يوم يقدم لنا عيدًا، عرفنا كيف تتصرف الدولة في الأزمات مثل أزمة الجانحة.
أن يكون لنا وطن حر يجمعنا وسياسة تتفهم الأوقات والظروف المالية وتعمل الموازنات، نعم لسنا ملائكة ولكن نتفهم بعضنا.
الكشف عن الحرامية وسراق الوطن بدأ جلياً إنها عمليات التنظيف المستمر هذه العمليات عندما تكون مستمرة فإنها تنظف أولاً بأول تمنع تكون بؤراً جديدة مما يمنح الوطن حصانة ضد ضعاف النفوس وضد الإغراءات، وتكف أيدي أصحاب الرشاوى. فالفضيحة أصبحت بجلاجل وتشم رائحتها ويسمع صوتها في كل مكان، فمبدأ (من أين لك هذا) حصانة جيدة ضد كل فرد مهما كبر.
في تلك الليلة التي أدخلت كبار الرؤوس (للرتيز). ضربة كبيرة تقول الكبار لم يسلموا فانتبهوا أيها الآخرون.
وطن الشمس والهواء، وطن التضاريس الجميلة والصحارى الواسعة التي تجعل عيوناً كبيرة واسعة من شبابنا تحرسها قادة كبار وأشبال يتدربون ويحرسون، وقلوبنا تدعو الله لتمام الأمن والأمان.
كما قلت تختلف أفكارنا ومنابع ثقافاتنا، ولكننا نجمع على حب هذا الوطن بكل ما جرى ويجري.
للقلم دوره وللمحراث دوره ولكل عالم ومثقف وعامل دوره ومن هذه الأدوار نبني الوطن لا نستغني عن كل يد، ولذا فالتعليم يبقى هو الأساس الذي يؤمن لنا وطنا لمستقبل جميل، إذا كان الجهل ويوفر ميزانية التعليم فالجهل يحرق ميزانية كل شيء وآثاره تنتشر كما الوباء في كل مكان. فألف باب جميل للعلم، فالعلم يزرع كل خير وينبت أشجار معرفة كبيرة في كل مكان.
جميل أن نعرف لغات الكون (من عرف لغة قوم آمن شرهم) لكن الأجمل أن نحافظ على هويتنا الأساسية، لغتنا العربية، ونحترمها داخل الوطن وخارجه.
فهي الأم التي تجمعنا وأن تفرعت أهواؤنا ومشاربنا. إذا كنا نتكلم عن الشمس والهواء فاللغة شمسنا والدين هوانا الذي نتنفسه صباح مساء، منذ الله أكبر فجرًا، حتى الله أكبر عشاءا.
هويتنا لغتنا وديننا وعاداتنا وتراث جميل نجده في كل منطقة من مناطقنا نكمل بعضنا بكل رقصة وأغنية وبنيان تراثي يجمعنا بصورة متعددة الألوان تبهجنا ونفتخر بها، أهازيج طفولتنا ورقصاتنا الشعبية وبرنامج طموح لتطوريها.
ها نحن نواصل احتفالنا بالتسعين عاماً لدولتنا وطن يكبر بشغف، وبدعوات قلبية وعلنية منا كباراً وصغيراً. أن يحفظ الله وطننا وينجيه من كل الصعاب وينشر الحب والسعادة عليه في كل أرضه وسماه.
كل عام ووطننا بخير كل عام وطموح قيادتنا بخير، يكبر الطموح ونكبر نشاطاً وحباً معه.
حفظ الله ملكنا الحبيب وولي عهده وزادنا عزة وشموخاً.. كل عام والحب يجمعنا بسمائنا وشمسنا.