حماد الثقفي
لا غرو أن يومنا الوطني كل عام، تحت قيادة «رجالات دولة»، رايتها «لا إله إلا الله»، شعارها «همة حتى القمة» ليس مُقتصرًا على المُنجزات السياسية أو الحكومية، بل هو احتفال بالدولة والشعب، وصولاً للوطن بأكمله، فهو منارة العلم والمعرفة والتقدّم، لا يسلاها التاريخ ببهجتها الإنسانية، ذكرى لما كان، وما هو كائن، واستبشاراً بمستقبل رؤانا الحالمة، كي يتّعظ أولو الألباب. ليصدق ابن الرومي قولاً:
وحبب أوطان الرجال إليهموا
مآرب قضاها الشباب هنالكَ
لقد رحل المؤسس والوطن في أيدٍ أمينة، بل في قلوب رجال أوفياء وقادة حُكماء، جعلوا لأرض الحرمين الشريفين في كل مجال ريادة وفي كل محفل عالمي حضور وتأثير ومكانة وشموخ وهمة «طويق»، لتحيا مملكة الإنسانية بفضل من الله ثم المضي على وصية ونهج الملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، واستعانته بالله ثم برجاله الأوفياء لتتوحد صفوف الوطن وتشرق بنور ربها على كل شبر من هذه الأرض الطاهرة، أضاءت بخُطى أبنائه الملوك رحم الله الأموات وحفظ لنا الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وحولهم أبناء المملكة العربية السعودية واقفين على أسس دينية وإنسانية وحّدت وآخت بين السعوديين لبناء دولة حديثة في كافة النواحي؛ لما في ذلك من الخير لبلادنا الغالية وللعالمَين العربي والإسلامي، بل وللعالم كله.
فما أروعك أيها الوطن، وأنت القائد لأكبر اقتصاديات العالم شامخاً بهمة وسيادة في ظل ظروف استثنائية، وكأنك تسابق المؤشرات العالمية في كل مجال متشحاً بلونك الأخضر حول كلمة التوحيد، فتعيش بثبات وتمضي بثقة وتنمو بسرعة وتخطيط وتصبح من أهم الدول المؤثرة بالعالم، قولاً وفعلاً في مختلف المجالات.
فالتلاحم والفخر والثقة تعم الجميع، لأن قادتها جعلوا المواطن والمقيم أولاً، فاتحين الأبواب لمن يُريد، مبتهجين بقرارات أغلقت خيوط الفاسدين، وأزهقت روح الفساد في أرض الحرمين، فالكثير يغبطنا على الإنجازات ودعم الدولة وتحفيزها للجميع نحو النجاح، وعندما نصل إلى النهضة الشاملة فإشراقة كل يوم تبشرنا بأن الوطن يمضي قدماً بلا عراقيل ومنغصات نحو تنمية ينعم بها شعبه لأنها بأيدٍ أمينة منذ عهد الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله- والآن عهد سلمان الحزم والعزم، وعلينا أن نكون أوفياء بطاعة أولي أمرنا -وفقهم الله-، فالوطن كلمة واحدة ولكنه مساحة كبيرة من القلوب الخالصة والأيد المعمرة والنفوس الصافية والأرواح الطاهرة، سائلين الله للوطن دوام الرخاء والأمن والازدهار، وجعل كل أيامها أعياد وطمأنينة وهدوء ورخاء في ذكرى عقدنا التاسع (اليوم الوطني السعودي 90 )، ما أروع أن نعيشها بقوة وفخر وأمن ورخاء، وقراءة لصفحات الماضي الجميل والواقع السعيد والمستقبل المشرق بحول الله، والنهضة المستمرة والحزم الذي لا يتوقف لردع الأعداء.