حسن غالب
في الذكرى التسعين للتأسيس وددتُ لو أستطيع تهنئة كل سعودي على حدة بهذا اليوم الذي يمثِّل في حقيقة الأمر حدثاً عربياً فارقاً ومؤثراً في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمنطقة والإقليم والعالم بأسره.
بالعودة قليلاً لما قبل إعلان المملكة العربية السعودية بشكلها الحالي نجد التفاني المذهل لأبناء الجزيرة العربية في الدفع مع الملك عبدالعزيز -رحمه الله - لتسريع تأسيس مملكة عربية قوية ومترامية الأطراف يأوي إليها العرب، وتقوم بواجب قيادة الأمة الإسلامية، وتستطيع إدارة الثروة التي حبا الله بها هذه الأرض المباركة، وتُحسن حماية الحرمين وتطويرهما ليكونا في جاهزية مستمرة لاستقبال الحجاج والمعتمرين من كافة مناطق ودول العالم الإسلامي.
ضمن مشهد مضطرب بحروب عالمية، وحين خرج العالم من الحرب العالمية الأولى وكانت الأجواء تتهيأ لحرب عالمية ثانية، وفي وقت كان التفكك سيد الموقف، وكانت تركة الرجل المريض قد توزعتها القوى الاستعمارية، في ذلك الوقت العصيب جاءت السعودية الكبرى تمثِّل انفراجة مهمة في عالم إسلامي عائم في المشكلات ورازح تحت نيران الاستعمار، وكانت السعودية قوية منذ يومها الأول وتزداد قوة وتأثيراً حتى أصبحت في شكلها الحالي دولة محورية بسياسية عالمية متزنة واقتصاد وطني عملاق، وقيادة رائدة للعالم العربي والإسلامي.
في هذا السياق استذكر العلاقات اليمنية السعودية، وهي الجارة التي ما فتئت تسخر كافة قدراتها لدعم اليمن وتنميته، وحمايته ليبقى ضمن محيطه العربي، وعلى هذا الأساس أدارت السعودية علاقاتها باليمن بكفاءة مشهودة، وفي أوقات اليمن العصيبة كانت السعودية حاضرة بقوتها واقتصادها وثقلها العالمي لدعم اليمن.
جدير هنا الوقوف عند هذه المحطة التي نعيشها من تأريخ العلاقات اليمنية السعودية، وهي محطة مهمة حري بالمؤرّخين والكتَّاب التوقف عندها وحسن نقلها للأجيال، فحين اختطفت مليشيا الحوثي دولة اليمنيين ومنحت إيران شيكاً على بياض للعبث باليمن ومقدراته واستخدامه كأداة لأذية جيرانه العرب، استنفرت السعودية كل قوتها واستنفرت معها العرب لحماية اليمن واستعادة دولته وقدمت بسخاء كافة أنواع الدعم لليمنيين في سبيل دحر المليشيا الحوثية وعودة اليمن أبياً عربياً بعيداً عن محور الصراع الطائفي الذي تغذيه إيران وأذرعها في المنطقة.
سعداء كعرب باليوم الوطني السعودي، نشعر أن هذا اليوم هو يومنا، ونحتفل به كما يحتفل أشقاؤنا السعوديون، فالسعودية كانت ولا تزال الركن الشديد الذي يأوي إليه العرب ... كل العرب.
أصدق الحب والتهنئة للمملكة العربية السعودية ولقيادتها وشعبها الكريم.
** **
- صحفي يمني