أثارت شخصية المؤسس أقلام الباحثين والمؤلفين والأدباء والرحالة المستشرقين الذين أثروا المكتبة العربية والغربية بعشرات الكتب والبحث والقصائد التي ترصد الواقع وتحكي تفاصيل الحكاية التاريخية.
والمستعرض للكتب التي تم تأليفها في شخصية الملك عبد العزيز يجد أنه لا يمكن حصرها لكثرتها وتداخلها عبر موضوعات سياسية واجتماعية واقتصادية كثيرة اتخذت من شخصية المؤسس- طيب الله- ثراه محوراً رئيساً وملهماً لها.
ومن أبرز الكتب التي نالت حظاً من الشهرة والرواج ما يلي:
- شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز لخير الدين الزركلي
جمع الكتاب أخبار الملك عبد العزيز، ووصف أحواله العامة والخاصة، وأسرته وأهل بيته، وهذا لا تجده في أي كتاب آخر. وذكر فيه صلة المملكة العربية السعودية بالأمم الأخرى، وركّز تركيزًا جيدًا على قضية فلسطين، وتفاني الملك عبد العزيز في خدمتها، وهذا يعكس الجوانب المشرفة للمملكة العربية السعودية في خدمة فلسطين. وجمع فيه خلاصة تاريخ الدولة السعودية في الدور الأخير على يد الملك عبد العزيز وما رافق ذلك من حروب وفتن، ومعاهدات ومراسلات، ومهّد للحديث عن الملك عبد العزيز بخلاصة سيرة أسلافه مبتدئًا بالأمير سعود بن محمد بن مقرن، جدّ آل سعود، ومؤسس حكمهم، فابنه الإمام محمد بن سعود.
ويظهر إعجاب الزركلي بسيرة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- حيث يقول في كتابه:
«وفي سيرة الملك عبدالعزيز في نصف قرن مضى، سيرة (أمة) تحولت من الركود إلى النشاط، ومن الفتنة إلى الأُلفة، ومن نزعات العصبية الجاهلية والفوضى إلى الإيمان والنظام، ومن الفاقة إلى اليسر، ومن الاستغراق في السبات إلى الأخذ بالأسباب».
تاريخ نجد الحديث وملحقاته لأمين الريحاني
تاريخ نجد الحديث هو مزيج من التاريخ وأدب الرحلات، كتبه أمين الريحاني سنة 1346هـ/ 1927م، ويكاد يكون السيرة الرسمية المعتمدة للملك ابن سعود ونشأة مملكة نجد ثم المملكة العربية السعودية، وهو يضم ما رواه الملك بلسانه، وكان هذا بمثابة المصدر الأول الأعلى لهذا التاريخ فضلاً عن الوثائق والرسائل التي كانت بحوزته، صدّره الكاتب بإهداء مطلعه «يا طويل العمر... « قارن بكتاب «في قلب نجد والحجاز» المكتوب في نفس الفترة، وقد تحرى المؤلف في ما رواه الدقة في ضبط أسماء البلدان والأعلام، وقد شفع كل ذلك بما استوجبه التدقيق من مراجعات ما طبع في البلدان المجاورة لنجد، ويعتبر تاريخ نجد الحديث كتاريخ رسمي لآل سعود ومحمد بن عبد الوهاب، وبالرغم من ذلك فهو غزير المعلومات.
صقر الجزيرة لأحمد عبدالغفور عطار
يتناول هذا الكتاب الدولة السعودية المعاصرة (الثالثة)، حيث يبدأ بدراسة الأوضاع العامة في الجزيرة العربية مع التركيز على النفوذ العثماني في بداية القرن الرابع عشر الهجري، كما يتناول استعادة الأمير عبد العزيز بن عبد الرحمن للرياض وتوحيده لنجد واستعادة الأحساء وموقفه خلال الحرب العالمية الأولى من القوى المحيطة به، كما يبحث الكتاب توطين البادية وضم عسير وحائل والحجاز والمخلاف السليماني ثم تكوين المملكة العربية السعودية وجهود الملك عبد العزيز في وضع أسس التنظيم السياسي والإداري والعمراني وبداية النهضة التعليمية في الدولة المعاصرة، وظهور النفط، وأثره على نمو البلاد.
تاريخ ملوك آل سعود لسمو الأمير سعود بن هذلول
يتحدث الكتاب عن تاريخ ملوك آل سعود حتى وفاة الملك عبد العزيز، فقد استدرك ما بعد ذلك حتى نهاية عام 1400هـ /1980م بجزء آخر وأعيد طبع الجزءين في مجلد واحد عام 1402هـ /1982م، والمؤلف دون كتابه وسجل أحداثه ووقائعه بأسلوب عصري جذاب يشد القارئ للمتابعة واستقراء الأحداث باستعراض مفصل لسيرة الحكام السعوديين مبرزاً أهم الأحداث والتطورات التي مرت في تاريخ حكم كل واحد منهم.
تاريخ المملكة العربية السعودية لعبدالله بن عثيمين
جاء الكتاب مستقصياً للأحداث بعد أن استعرض المؤلف أعمال من سبقه من المؤرخين الذين تناولوا التاريخ السعودي، وقد تناول الدكتور عبد الله بن عثيمين تاريخ المملكة العربية السعودية في جزءين. تناول الجزء الأول التاريخ السعودي منذ بداية الدولة السعودية الأولى التي بدأت بالمعاهدة التي تمت بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود عام 1157هـ -1744م وانتهت عام 1233هـ - 1818م. والدولة السعودية الثانية التي ابتدأ دورها عام 1240هـ - 1825م وانتهى عام 1309هـ - 1892م.
تنظيمات الدولة في عهد الملك عبدالعزيز لإبراهيم عويض العتيبي
يتحدث الكتاب عن تاريخ تأسيس المملكة، وعن الروافد التي أثرت على سياسة الملك عبد العزيز، والتنظيمات الإدارية في مختلف مناطق المملكة، وتشكيل مجلس الوزراء وإدارة المقاطعات، والقضاء والمحاكم، والميزانية، والقوى النظامية العسكرية، والطيران والدفاع، فالكتاب متنوع في تاريخ الدولة السعودية الثالثة.
المستشرقون الأجانب والملك عبدالعزيز
يذكر الدكتور علي النملة في أطروحاته التي تناولت الاستشراق والمستشرقين أن الرحلة والمستشرقين تناولوا شخصية الملك عبدالعزيز في كتبهم، وأطلقوا عليه عدة ألقاب، من أهمها وصف المستشرق الفرنسي «جان بول بونيه» له بأنه (نابليون الجزيرة العربية)، ومنها (فهد الصحراء) و(شبل الصحراء) و(سيد الجزيرة العربية)، و(ملك الصحراء).
ونشير في هذا السياق إلى إسهامات المستشرق البريطاني سانت جون (عبدالله) فلبي (الذي يعدُّ نموذجاً حياً لأولئك المستشرقين ممن تغيّرت وجهتهم بمجرد وصولهم إلى جزيرة العرب، واحتكاكهم بقيادتها وأهلها)، وقد كتب كثيراً عن الملك عبدالعزيز باللغة الإنجليزية، وترجمت بعض كتبه إلى اللغة العربية، ومنها: الجزيرة العربية، أيام عربية، قلب الجزيرة العربية: سجل الرحلات والاستكشافات، وغيرها.
ومن المستشرقين الذين تناولوا تاريخ الجزيرة العربية الحديث في كتاباتهم: الرحالة الدانمركي «نيبهر» الذي يعده بعض المؤرخين أول غربي يتحدث عن نجد والكولونيل «لويس بيلي»، والفرنسي «شارل هوبير»، و»جوليوس أنتنج» و«البارون نولدي»، والإنجليزي «تشارلز داوتي»، والسويسري «لويس بوركهارت»، والهولندي «سنوك هورخرونيه»، و«يفيم ريزفان»، والرحالة الإنجليزي «ولفريد س. بلنت»، وزوجته «الليدي آن بلنت»، و«وليم بالغريف» الرحالة الإنجليزي.
وصف «شكسبير»
وتناول بالإعجاب الرحالة الإنجليزي النقيب «وليام إرفيان شكسبير» شخصية الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ووصفه وصف المعجب به حيث قال عن الملك عبدالعزيز:
«إنه ذو وجه وضاح وصريح ذو أفق متّسع صادق القول، يشتهر بين العرب بالنبل والكرم والعدل، ولا ينحدر للأساليب الخسيسة في أفعاله وخصاله»، ويقول عنه أيضاً: «صادق صريح كريم، طبقت شهرته آفاق القبائل، ناقشني بكل الصراحة والوضوح فيما يخص بلاده وعاداتها وتقاليدها، ولم أجد فيه أثراً للتعصب»، ويقول:
«لقد وجدت في عبدالعزيز رجلاً نبيلاً كريماً لا يمكن إطلاقاً أن يسمح لخاطره بالانشغال بسفاسف الأمور».