يلتقط الشعار الذي اختارته مملكة الخير للاحتفال باليوم الوطني السعودي التسعين عصب إبداع مشروع حضاري يمتد إلى ما يقارب القرن ويحتفظ على الدوام بمواصفات التحديث والعصرنة، «همة فوق القمة» اختصار لتجربة كان توحيد البلاد على يد المغفور له -بإذن الله- عبدالعزيز آل سعود إحدى ثمارها، وتعبير عن إيمان بقدرات السعوديين الذين وصف ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز همتهم بجبل طويق، من إيمان بالعلي القدير وخزين طاقات السعوديين استمدت سلالة الملك المؤسس قدرتها على الاحتفاظ بمكانة رفيعة في مشهد إقليمي ودولي قذفته عواصف وأنواء قرن إلى آخر، منح الأداء السياسي السعودي العطاء هوية مختلفة طوال التسعين عاماً الماضية، مكوناتها رمزية عزيمة مستمدة من الجغرافيا والتاريخ، فلم ينس المؤسس وسلالته يوماً أنهم حماة أقدس مقدسات المسلمين ورعاة طقوس عبادتهم والساهرين على راحة وأمن حجيجهم إلى البيت العتيق. وللعطاء السعودي أوجه مختلفة لا تخطئها عين تأخذ منحى مزدوجاً في معظم الأحيان، المادي والروحي الديني والدنيوي الداخلي والخارجي، الأصيل والحداثي، وفي كل جانب من جوانب هذا المنحى ما يستحق التوقف والشرح والدراسة. منذ الملك المؤسس أدركت سلالة الخير أن للتجربة النموذج مقوماتها ودائرتها التي لا تكتمل دون هذه المنظومة من الثنائيات، الأمر الذي اقتضى جهداً غير عادي تفاعل معه السعوديون ليصل إلى غاياته. تشبيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز همة السعوديين بجبل طويق تعبير عن فهم لسر قصة النجاح السعودية وقدرتها الدائمة على تجديد ذاتها من خلال خصائص جبل طويق، يمكن استيعاب بعض عمق ذلك الفهم والمؤشرات التي ينطوي عليها مستقبل مشرق -بإذن الله- فهو المعلم الجغرافي الذي يطل على الفضاء الخارجي بشموخ يتماهى مع شموخ التجربة، قلب نجد واليمامة ومن أقدم الآثار التي عرفتها شعوب المنطقة شاهد على الهجرات القديمة، وفي جوفه الكثير من التفاصيل التي لم تكتشف بعد بقدر ما يعد شموخ جبل طويق الذي التفت حوله الحواضر، وما لم يكتشف من آثاره بعد تعد همم السعوديين المتجاوزة للسقوف ورؤى قيادتهم المدركة لمعاني العزم في بناء الدول بأفق جديد يليق بنوايا الخير لكل بني البشر التي توارثها آل سعود عن جدهم المؤسس وحروبه التوحيدية أمام همة أهل الهمة والثقة بقدرتهم على الإتيان بكل ما فيه الخير بعون العلي الدير، لا يسعنا إلا أن نتقدم من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بأسمى آيات التهنئة باليوم الوطني، داعين الباري عزَّ وجلَّ أن يكون لبنة أخرى في بناء راسخ الأركان وفرعًا في شجرة مباركة ما بخلت يوماً بالظل والثمر، وإننا نفتخر ونعتز بتلك العلاقات والروابط القوية التي تربط القيادتين والشعبين والبلدين والتي تشبه بالتوأمين، هذا هو ما بين الكويت والسعودية أُخوة ومودة نادرة.
** **
- فيصل الحمود المالك الصباح