تحل علينا الذكرى السنوية التسعون لتأسيس المملكة، وفيها نحتفل باليوم الوطني ووطننا يعيش حاضرًا مزدهرًا، امتدادًا لماض مجيد، ونرنو إلى مستقبل أخضر واعد بالمزيد من النمو والرخاء والاستقرار.
وبالنظر إلى التحديات التي واجهها العالم مؤخرًا، وأولها جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، نجد أن حكومة المملكة استطاعت بمنهجية احترافية عالية، وبقدرات مالية وبشرية مذهلة، أن تدير هذا الملف في الداخل، وأن تجنب البلاد والعباد خطر انتشار هذا الفيروس، وتقلل من آثاره إلى حد يصل إلى الصفر مقارنة بدول أخرى كنا ننظر إليها على أنها قادرة على مواجهة أعتى الأزمات لما تملكه من موارد وخبرات.
نعم، نقولها بكل فخر: إن حكومتنا الرشيدة قدمت الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين، وأيضًا صيانة الاقتصاد، والحفاظ على استمرارية عمل القطاع الخاص، وضمان ديمومة فرص العمل للمواطنين بدعم جزء كبير من رواتبهم الشهرية؛ وبهذا برهنت قيادتنا الغالية بالفعل لا بالقول أن المواطن خط أحمر، وأن مصلحته ورخاء معيشته مقدَّمان على أي شيء آخر.
وبالعودة إلى الدور الاستراتيجي الذي تمثله المملكة على مستوى العالم، نقف متأملين في أزمة الطلب على النفط التي أفرزتها جائحة كورونا، وما تلاها من مفاوضات بين منظمة «أوبك» والدول خارج المنظمة حول ضرورة تخفيض الإنتاج لمواجهة التراجع في الطلب؛ وبالتالي الحفاظ على الاستقرار السعري، وما تسببه الموقف الروسي المتعنت في حينه من انتهاء المفاوضات بلا نتيجة؛ ليأتي الدور المركزي للمملكة، ويفرض معطيات أخرى؛ إذ اتخذت قرارًا جريئًا وشجاعًا بزيادة الإنتاج إلى الطاقة القصوى، وهو ما أعاد الأمور إلى نصابها وفق أطر التفاوض السابقة.
وللتذكير، فإن انضمام المملكة إلى مجموعة دول العشرين الأكبر اقتصادًا على مستوى العالم منذ سنوات مضت كان بمنزلة اعتراف وقناعة لدى المجتمع الدولي منذ وقت طويل بالدور الذي تلعبه المملكة سياسيًّا واقتصاديًّا، وأثر هذا الدور في دعم وتعزيز الاستقرار العالمي على نحو يجعلها قائدة التنمية الحضارية العالمية بامتياز، ولا مبالغة في ذلك؛ إذ تترأس المملكة هذا العام أعمال المجموعة.
وختامًا.. ينبغي أن نكون نحن السعوديين فخورين بوطننا الغالي، وبقيادته الشجاعة الحكيمة التي لم تدخر جهدًا في سبيل توفير السبل كافة الكفيلة بإسعاد المواطن، وتحقيق رفاهيته، وصيانة أمنه وسلامته.
نعم، نحن فخورون لأننا نعيش فوق أغلى أرض، وننعم بالصحة، وبالأمن والأمان والرخاء والاستقرار.
حفظ الله بلادنا وقيادتنا وشعبنا، وأدام علينا نعمه.
** **
محمد بن عبدالعزيز العجلان - نائب رئيس مجلس إدارة شركة عجلان وإخوانه ورئيس مجلس الأعمال السعودي - الصيني