حجر اليمامة اسم يطلق على موقع أو منطقة تقع في قلب اليمامة بين دائرتي العرض 43 46 وخطي الطول 38 24. ويبدو أنه اسم لمنطقة محدودة المساحة في وسط المملكة العربية السعودية حيث إنه يضاف في بعض الأحيان إلى اسم آخر هو اليمامة فيقال: حجر اليمامة، وتستخدم الكلمة أحياناً عند الإشارة إلى مكان في إقليم اليمامة. ولا تفيد الكتابات المدونة إبان الفترات الإسلامية المتتالية عن الامتداد الجغرافي الذي يشمله الاسم «حجر»، ويبدو أن استخدام اسم «حجر» سابقاً لظهور الإسلام لأنه ورد في بعض الإشارات التاريخية والأشعار الجاهلية.
وتُعَدُّ حجر من مواقع وسط المملكة العربية السعودية التي استقر فيها الإنسان في زمن ما قبل الإسلام، واستمر فيها مستقراً عبر الفترة الإسلامية المبكرة وبداية المتوسطة. وهذا ما تشير إليه المصادر التاريخية والجغرافية والأدبية التي دونت إبان الفترة الإسلامية المبكرة. ومن بين أبرز من كتب عنها الإمام إبراهيم ابي إسحاق الحربي، والأصفهاني، وأبو عبيد البكري، والهمداني، والفيروزابادي، والبلاذري، ومحمد بن جرير الطبري، والقلقشندي، وإسحاق بن حسين المنجم، ومحمد بن عبدالمنعم الحميري المتوفي سنة 900هـ. كما ورد فيها شعر كثير يدل على ما كان لها من شان. ومما يجب الإشارة إليه أن الشيخ حمد بن محمد الجاسر قد كتب عنها واستفاد من أعمال الكتاب المشار إليهم، وكذلك فعل الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس وعدد من الباحثين الأكاديميين.
ويبدو من الزاوية التاريخية أن حجر قد استوطنت من قبل الأمم البائدة، فيذكر أن لقبيلتي طسم وجديس مملكة فيها، وثم شكلت جزءاً من مملكة كندة. وبعد انقسام مملكة كندة أصبحت من مراكز الجزء الشرقي لتلك المملكة. وفيما بعد استوطنها بنو حنيفة، فكانت المركز الأول لهم. وأصبحت قاعدة وسط المملكة العربية السعودية خلال الخلافة الإسلامية حتى منتصف القرن الثالث الهجري عندما استوطن بنو الأخيضر الخضرمة في مدينة الخرج الحالية متخذيها عاصمة لمملكتهم. وبدأت حجر تعود لنشاطها الاستيطاني في القرن الثامن الهجري، لكنها لم تلبث طويلاً، حتى نافستها مستوطنتي معكال ومقرن تأخذان المكانة التي كانت لحجر بدلالة أن الشريف ابانمي عندما غزا المنطقة في أواخر القرن العاشر كانت المعركة بين جيشه وبين المستوطنتين سالفتي الذكر، ولم يرد لحجر أي ذكر.
لم يُنفذ أي عمل أثري للتعرف على هذا الموقع المهم، وإلى اليوم لا يعرف مكانه على وجه التحديد. ويفيد معجم خالد بن أحمد السليمان أن هناك بعض الأماكن في مدينة الرياض القديمة التي حصل منها على مادة أثرية لازالت في أيدي خاصة، ويعتقد بعض الباحثين أن حجر ترقد تحت بقايا بلدتي مقرن ومعكال ومن بعدهما بلدة الرياض التي تُشكل قلب الرياض الحديثة عاصمة بلادنا.
** **
- أ.د. عبدالعزيز بن سعود جارالله الغزي