فهد بن جليد
أعتقد شخصياً أنَّها مُجرَّد حيلة تسويقية -غير بريئة- تنتهجها بعض المتاجر والمطاعم للإعلان بتخصيص جزء من الدخل والمبيعات لأعمال إنسانية أو اجتماعية، لا أدخل هنا في النوايا ولا أتهم أحداً بقدر ما أطرح الموضوع على (طاولة النقاش)، فمن يراقب تلك المبيعات ويتأكد من صحة ومحتوى الإعلان الترويجي؟ وهل يكتفي صاحب المتجر بهذه المُعادلة؟ بل هل نسمح له زيادة مبيعاته على حس العمل الإنساني؟ أم أنَّ هذا لا يعفيه من تقديم مبادرات أخرى من باب المسؤولية الاجتماعية تؤكد نبل موقفه وكرمه وطيبته؟.
صاحب (الحيلة) إن جاز لنا التعبير أو المبادرة سمِّها ما شئت، كسبان 100 بالمائة في نهاية الأمر بفعل تلك الصفقة، في حقيقة الأمر هو لم يقدم شيئاً من جيبه، بل لم يخسر (هللة واحدة) على اعتبار أنَّ من دفع هم الزبائن، ودوره جني أرباح أكبر، وتحقق مبيعات أكثر، فالنسب الضئيلة التي يخصمها من مبيعاته لصالح أعمال إنسانية أو اجتماعية لا تشكل شيئاً أمام تلك الأرباح التي أخذها مقابل الصفة والخاصية والعباءة التي ارتداها أمامنا جمهور المستهلكين، والتي نعتقد أنَّ لها مستحقات يجب الوفاء بها.
تخصيص جزء من الدخل لصالح أطفال السرطان، أو المعاقين، أو غيرهم من فئات المجتمع المستحقة للدعم والوقوف والمساندة، أمر أخلاقي وإنساني رائع في ظاهره، ولكنَّه -برأيي- يحتاج إلى تنظيم ومُراقبة أكثر لناحية الوفاء بالالتزامات كاملة، وتقديم مبادرات أخرى مرافقة، وعدم الاكتفاء بما يتم إضافته على فاتورة الزبائن، فمثلما أنَّني كمستهلك أميل وانجذب لصالح من يقتطع جزءاً من أرباح فاتورتي لصالح أعمال إنسانية نبيلة، فإنَّني أتمنى أن يكون هناك من يراقب المبيعات، ويتأكد من خصم كامل تلك المبالغ، مع إلزام المتجر أو التاجر بأعمال إنسانية أخرى مرافقة، فالمسؤولية الاجتماعية والأعمال النبيلة -لا يجوز- أن تكون تجارة ترتبط بزيادة المبيعات فقط، على طريقة (زيدوا أرباحي عشان أتبرع) مع تقديري واعتزازي بكل عمل إنساني من هذا النوع.
وعلى دروب الخير نلتقي.