المجمعة - فهد الفهد:
بعد أن هدأت عاصفة الغضب التي اجتاحت عشاق ومحبي نادي الفيحاء بالمجمعة إثر هبوط فريقهم الأول لكرة القدم إلى الدرجة الأولى، الذي جاء مفاجئًا وغير متوقَّع عطفًا على المستويات التي كان يقدمها الفريق، ومركزه، وما كان يملكه من نقاط في بنك الدوري قبل الجائحة التي أضرت العالم بأسره في المجالات كافة، منها المجال الرياضي؛ إذ يُعتبر فريق الفيحاء من أكثر الفرق التي تضررت بعد العودة، وذلك بفقدان الفريق بعض عناصره الأجنبية المؤثرة التي عانى من غيابها بعد استئناف الدوري، ورمت بالفريق بمقتل.. وحدث ما لم يكن في الحسبان؛ إذ ترجل الفيحاء مكرهًا إلى الأولى بعد ثلاثة مواسم متتالية، قضاها في الممتاز.. والآن، وبعد أن حدث ما حدث، لا ينفع الندم ولا البكاء على اللبن المسكوب.. أعيد فأقول: بعد أن هدأت العاصفة أود أن أهمس في أُذن كل فيحاوي، وخصوصًا إدارة النادي بقيادة الأستاذ الخلوق عبد الله أبانمي ونائبه الدكتور ماهر أبا حسين، وأقول لهم: لقد وقع الفأس في الرأس، وأصبح هبوط الفريق واقعًا لا مفر منه.. لهذا يجب عليكم أن تتعاملوا مع هذا الواقع - وإن كان مُرًّا - بكل هدوء وطمأنينة كما هي عادتكم في تسيير أمور النادي بكل حكمة وعقلانية.. وتعملوا على تصحيح الأخطاء، وتحسين الأداء في المستقبل، ولا تكونوا كمن تتركز أفكارهم على كيفية تبرئة أنفسهم مما حصل؛ لأنكم - والحال هذه - لن تتعلموا من أخطائكم؛ وبالتالي لن تصلحوا حال الفريق وتعودوا به إلى مكانه الطبيعي. لا تنظروا لمن يحلو لهم (الاصطياد في الماء العكر) - وهم قلة - يجب عدم النظر إليهم.. اعملوا على المحافظة قدر الإمكان على اللاعبين الموجودين، وخصوصًا المحليين، وادعموهم بلاعبين ذوي خبرة في دوري الأولى الذي يختلف كثيرًا عن الدوري الممتاز..
وفي الحقيقة إنني متفائل بمستقبل الفريق، وخصوصًا عندما استهلت إدارة النادي أولى خطواتها الإعدادية للموسم القادم بالتعاقد مع المدرب التونسي الحبيب بن رمضان؛ ليتولى عملية الإشراف الفني على الفريق؛ وذلك لما يملكه هذا المدرب من خبرات تدريبية، وخصوصًا في دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى؛ إذ وُفّق بالصعود بأغلب الفرق التي تولى تدريبها، التي كان آخرها فريق نادي العين بالباحة الذي صعد به الموسم المنتهي للتو إلى دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وكان في الموسم الرياضي 2017 - 2018 م مشرفًا فنيًّا على فريق الفيحاء عند صعوده للممتاز؛ وهو ما يعني أنه ليس بغريب على النادي ولاعبيه وجماهيره.. وفي اعتقادي إن إدارة النادي أحسنت صنعًا في اختياره لكونه يتلاءم مع المرحلة القادمة.. ولهذا فإني أتوقع - إن شاء الله - أن الموسم القادم سيكون استراحة محارب للفريق، وسيعود إلى مكانه الطبيعي متى ما تكاتف الجميع، والتفوا حول ناديهم.. أعرف أن البقاء على معظم اللاعبين الحاليين صعبٌ في ظل وجود الفريق في الدرجة الأولى الذي تقل فيه الملاءة المالية.. لكن الأمل في الله، ثم في أهالي مدينة المجمعة الأوفياء، وخصوصًا الميسورين منهم، بالوقوف مع ناديهم في هذه المرحلة، وذلك بدعمه ماديًّا ومعنويًّا؛ لأن إيرادات النادي المادية لن تكون كما كانت عليه إبان وجود الفريق في الممتاز؛ إذ ستقل كثيرًا، وهذا شي معروف. والعشم -بعد الله- فيكم أبناء مدينة المجمعة لتعويض ذلك من خلال وقوفكم ودعمكم المعهود حتى يحقق الفريق آمالكم وتطلعاتكم بالعودة إلى مكانه الطبيعي الذي يليق به وبمدينة المستقبل الواعدة التي تحتضنه (مدينة المجمعة). وعلى الجميع أن يعتبر هبوط الفريق كبوة جواد، سرعان ما يعود. وأنا -كما أسلفت- متفائل -إن شاء الله- لما أعرفه عن إدارة النادي وأبنائه من حب وإخلاص وتفانٍ لناديهم العريق. والله من وراء القصد.