بتول شبر
تعمل المملكة العربية السعودية الشقيقة منذ ما يقارب الخمس السنوات الماضية وفق خطة برنامج شامل من الإصلاحات والتغييرات الاقتصادية، إذ تهدف من هذه التجربة إلى تسهيل ممارسة الأعمال الاقتصادية وتنميتها في ظل اقتصاد مستدام وفق خطة العهد الزاهر للملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده المصون سمو الأمير محمد بن سلمان- حفظهم الله- لرؤية المملكة 2030 .
ويعد تمكين القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية من تأدية دور أكبر في الازدهار الاقتصادي حيث إنه العنصر الأساسي لهذه الإصلاحات، وارتفاع معدل مشاركة المرأة في سوق العمل، فقد حققت المملكة تطورًا على مستوى التنمية غير النفطية، إضافة إلى استقطاب والانفتاح الأعمال والشركات العالمية لتحقيق إنتاجية أكبر وكفاءة أعلى.
ولعل أكثر نقطة أود أن أركز عليها في مقالتي هو المستقبل السياحي المتوقع للمملكة العربية السعودية الشقيقة، حيث من المتوقع أن تكون المملكة هي عاصمة السياحة الخليجية الأولى في السنوات العشر القادمة بناءً على بدء الدورة الاقتصادية الجديدة بعد انقضاء جائحة كوفيد 19 - بإذن الله تعالى.
وقد يتبادر إلى أذهاننا أن ذلك قد يؤثّر على النمط السياحة الخليجية، حيث بالتأكيد أن الخليج سوف يكون بلا شك المستفيد الأول من هذه القفزة السياحية السعودية التاريخية بسبب تقارب البلدان الخليجية جغرافيا وسهولة الانتقال براً بالإضافة إلى خطط التكامل السياحية والبنى التحتية لشبكات المواصلات والمتوقع إنشاؤها عبر القطار الخليجي السريع الذي من المتوقع بدء تنفيذه في القريب العاجل وسوف يمتد من دبي مروراً بالمملكة العربية السعودية منتهياً بالمنامة.
إن السياحة السعودية توفر للبحرين شهرياً أكثر من 5 ملايين سعودي وسعودية عبر المنفذ البري للجسر الملك فهد ولدبي أكثر من 8 ملايين سعودي وسعودية وملايين الإيرادات السياحية للخيلج بالريالات، وإن انفتاح السياحة في المملكة العربية السعودية سوف تؤمّن لربما مليوني سائح أجنبي إضافي مستقبلا، حيث إن المملكة العربية السعودية أرض خصبة بالتضاريس الجغرافية الجميلة بالإضافة إلى تنوع المناخ والإرث التاريخي بين محافظاتها الذي سوف يصقله بشكل لافت الذراع الاستثمارية لصندوق الاستثمار السعودي بضخ مليارات الريالات في منتجعات حديثة راقية جداً ومطارات واسعة سوف تفتح للسياح قريبا تدار تحت أيدي سعوديين وتؤمن ملايين الفرص الجيدة للعمل والاستثمار أيضاً.
وبحصيلة إستراتيجيات واستثمارات المملكة العربية السعودية الجديدة منذ 2018 إلى الوقت الحالي فإن الاستشراف العام للتحسن الاقتصادي بدأنا في قطف ثماره حيث أتوقّع مع كل هذه المنجزات، تعزيز سهولة ممارسة الأعمال لغير السعوديين والخليجيين بذات عبر انتقالهم إلى المملكة للإقامة الدائمة من أجل تأسيس أعمالهم وتوسيع استثماراتهم بدلاً عن الزيارات القصيرة، وهو ما نتطلع له كمستثمرين خليجيين ومهتمين بالقطاع الاقتصادي وحيث إن جلَّ آمالنا مزيد من الدعم من قبل المملكة العربية السعودية كشركاء إستراتيجيين في الخطة الاقتصادية والسياحية الدولية وهو من مبدأ توحيد المصير والهدف المشترك.
تمنياتنا للمملكة العربية السعودية الشقيقة في يومها الوطني 90 الذي احتفل فيه الشعب السعودي اليومين الماضيين، مزيداً من التطور والتقدم وإدامة الأمن والأمان على الأمة العربية الإسلامية.
** **
سيدة أعمال ومحللة اقتصادية - مملكة البحرين - وزارة الإعلام