د. صالح بكر الطيار
لاحظت في الفترة الأخيرة نعرات مسيئة تحت مظلة النسب في أمر يخالف شرعنا الحنيف ويلغي المنطق ويشيع الجهل ومخالف لما وضعته الدولة من أنظمة وسنته من قوانين تمنع الإساءة للغير بجميع أشكالها ومن المؤلم أن هنالك ممن ارتدى رداء الفاهم والمفكر في علم الأنساب وهو جاهل فيه بكل المقاييس فأحدث شرخاً في علاقات الأسر ببعضها والمشكلة أن الموضوع انتشر في العوائل الواحدة وبعضها معروفة حيث استغل بعض ممن ملك المال والغنى في توظيف سطوته من خلال الشك والظن بأنساب آخرين وبدأ يطلق مهاتراته في وسائل التواصل الاجتماعي موظفا آخرين يعملون معه والأمر وصل إلى التلاسن والسب والشتم وقد اطلعت قبل أيام على مجموعة من تلك التفاهات والخزعبلات التي حدثت بين مجموعة من الأشخاص ورفعت لأجهزة الدولة وتأسفت من انحدار الفكر لدى بعض الأشخاص الذين بدأوا يتشبثون بالألقاب والأنساب ويجردون من أرادوا منها ويضعونها لمن أرادوا منصبين أنفسهم على أنهم كبار العوائل والبعض يقول هذا شريف وهذا سيد وهذا من البيت وهذا أصل وهذا غير أصل وكل ذلك مخالفة صريحة لما ورد في القرآن الكريم وأمر به من عدم التنابذ بالألقاب وعدم سخرية الأقوام من بعضها ولخصها الله جل شأنه بقوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
وقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
فهل يظن هؤلاء المتوارون خلف وسائل التواصل ببث سموم النعرات والقبلية المقيتة ونشرها بين الأجيال وهم لا يعلمون أنهم يرتكبون جرائم يحاسب عليها النظام وسيكونون تحت طائلته..
ومن هذا المنبر أطالب معالي النائب العام أن يصدر توجيهاته إلى قنوات الضبط والمحاسبة في النيابة العامة لضبط هؤلاء المتخلفين والجاهلين والضرب بيد من حديد على سلوكهم المخالف لأنظمة الدولة والتي سعت منذ عقود في تأسيس اللحمة الوطنية والوحدة الأخوية تحت القيادة الرشيدة لهذا الوطن التي جعلت العدل والمساواة منهجاً في معاملاتها مع كل مواطن على أرض هذه البلاد ووضعت الجميع في كتيبة واحدة تحت راية التوحيد.