د.عبدالعزيز الجار الله
يبقى الربيع العربي هو التاريخ الذي يعد الفاصل في حياة صراع الشرق الأوسط، وسوف تؤرخ به المنطقة العربية والشرق الأوسط، شهد تغيرات سياسية واجتماعية وثقافية، وكشف الكثير منها:
الصراع السياسي الواسع في المنطقة، وأن الصراع ليس عربياً وإسرائيلياً فقط بل متعدد.
كشف نوايا دولة إيران وتركيا وقطر، فقد كانت هذه الدول تعمل بالخفاء وتحت الطاولة، والآن انكشف أمر هذه الدول.
انكشفت نوايا وغايات الغرب أوروبا وأمريكا زمن أوباما وبعض القوى العظمى مثل روسيا، بأنها لا تمانع في قيام الفوضى السياسية في المنطقة العربية.
ما يحدث اليوم انكشف معظم نوايا الدول الثلاث: إيران وتركيا وقطر. تدعي إيران أنها وريثة إمبراطورية ساسان الدولة الفارسية، معتمدة على الرصيد البشري (العامل العرقي) الذي احتلت أراضيه في آسيا الوسطى والدول المجاورة لها، وفرضت عليه الفارسية كعنصر بشري وثقافة، وأيضاً تزعمها المذهبية الشيعية ضد الإسلام السني في دول وسط آسيا، لكن الحقائق على الأرض أن شعوب ودول وسط آسيا بعد أن تحررت من روسيا، واستقلت دولها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991م، أصبحت دول الاتحاد السابق متحررة من الروس والإيرانيين، واستقلت عرقياً ومذهبياً وسياسياً، لذا فقدت إيران الخزان البشري الذي كان يغذيها، وتخوف به جيرانها، وانكشفت ادعاءاتها المذهبية والعرقية.
أما تركيا فكانت تدعي أنها وريثة الدولة العثمانية الإسلامية، وهي تحكم جميع العالم الإسلامي، والواقع يقول خلاف ذلك، تحكم بالاسم وتحصل على بعض الضرائب، ولكل دولة عربية أو إسلامية لها تاريخها السياسي المستقل عن الدولة العثمانية، وقد استعمرت أوروبا العرب والدول الإسلامية زمن العهد العثماني، كما استقلت دول في العهد العثماني، وبالواقع هي إمبراطورية خرائط وتاريخ على ورق، ومن الناحية العرقية والتي تدعيه سيطرتها على الأقوام والعرقيات التركية والتركمانية، فقد بدده الواقع بقيام الدول المستقلة عن الروس وأوروبا، فهي لا تعترف بالتبعية لتركيا، وكذبة فضحتها العرقيات التركية والتركمانية، وهي أشبه بالشعوب العربية لا تحكمها دولة واحدة، وأيضاً القومية الكردية والتي لا تحكمها دولة أو تكتل كردي واحد.