أ.د.عثمان بن صالح العامر
أخطر مهمة، وأعظم رسالة يمكن أن يقوم بها الإنسان في هذه الحياة هي (التعليم)، ومع أن هذا الفعل - عالي القدر في ميزان الله أولاً ثم موازين الأمم والأوطان قادة وشعوباً - مشاع للجميع، وأبوابه مشرعة للكل، إلا أن من نال الشرف وحظي بالسبق وصار عنواناً متميزاً لهذه الرسالة السامية في الوجود بأسره - بعد الرسل والأنبياء طبعاً - عبر التاريخ هو المعلم أياً كان تخصصه والمرحلة الذي يدرس فيها، الذي يحتفل به عالمياً في مثل يوم الاثنين 5 أكتوبر من كل عام.
لست في مقام إيراد عظم أجر معلم الناس الخير، ولا المقال معنياً ببيان فضل العلماء صناع الحضارة وبناة الإنسان وحماة الفكر وشامة الأوطان، لكنني أحببت هنا أن أسطر حروف امتنان وكلمات شكر وعبارات عرفان لكل معلم استشعر أهمية الدور الذي يجب أن يقوم به نحو فلذات أكبادنا الذين هم أمانة في عنقه فعلمهم ما ينفعهم، وشارك في تربيتهم على أحسن الأخلاق وعالي القيم فجعل منهم مواطنين صالحين يتمسكون بالمنهج الوسط عقيدة وعبادة وسلوكاً، ويبتعدون بتفكيرهم عن الغلو والتطرف من جهة والتفريط والتسويف من جهة أخرى، حراس عقيدة وحماة وطن وجنود حق ودعاة أمن وسلام، أطباء ومهندسين وعسكريين وإعلاميين ومثقفين وموظفين مدنيين وتجار والقائمة تطول.
الشكر قبل هذا وذاك لله عز وجل الذي رفع شأن هذه الشريحة من بني آدم، ثم الشكر لقيادة بلادنا المباركة المملكة العربية السعودية التي تدرجت في سلم البناء والتأهيل لمعلم الجيل طول سنواتها التسعين حتى وصلت بنا إلى مرحلة متقدمة في الإعداد والتكوين فصار معلمنا شامة متميزة بين المعلمين معرفة ومهارة وأداء ولله الحمد والمنّة.
إن شهادة المجتمع هذه الأيام - بعد أن أصبحت العملية التعليمية والتربوية تشاركية بين الأسرة والمدرسة في ظل جائحة كورونا التي أجبرتنا على استخدم التعليم عن بعد بديلاً مؤقتاً عن الحضوري - أقول إن شهادة المجتمع بالدور الرئيس والمفصلي للمعلم في الشرح والمتابعة وضمان القدرة على التحصيل لدى طلابه دليل أكيد على محورية المعلم في البناء الفكري والتكوين العقلي لدى التلاميذ، وثقة العامة والخاصة به بشكل كبير، ولذا فإنني أذكر هنا شريحة المعلمين بواجب الحرص على الاستمرار في جعل هذه الصورة الإيجابية عنهم تمتد لسنوات طويلة من عمر وطننا العزيز، ولا تقتصر على مرحلة كورونا فما بعد يتطلب جهداً مضاعفاً وعملاً مكثفاً لا يخفى، والوصول للقمة لا يكفي لتسجيل نفسك ناحجاً بامتياز، فالامتياز هو القدرة على الاستمرار في القمة أطول وقت ممكن، ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.