ميسون أبو بكر
المسميات التي تقترن بالسعادة تمنحني وغيري شعورًا بالسعادة والفرح، كما قال علماء النفس إنها ترفع الإنتاجية، وتعتبر دافعًا للاجتهاد والمثابرة، وتحسّن المزاج؛ لذلك اهتمت بعض الحكومات مؤخرًا بإقران أسماء الأماكن والوزارات وغيرها بالسعادة، وخاضت المدن العالمية ماراثونات فيما بينها؛ لتكون على خارطة المدن السعيدة.
السعادة شعور يتحوَّل إلى حقيقة، إن اقتنع به صاحبه، وصدق به، فالأشياء الذهنية سرعان ما تتحول لحقيقة معاشة. وهذه خطط الدول المتقدمة، وتقوم عليها رؤيتها لأجل الفوز بمجتمع متفائل منتج بعيد عن الأمراض إن تحصن بالسعادة.
من أجمل الآراء الفلسفية التي قرأتُ عنها هي تعريف أرسطو للسعادة التي اعتبرها هبة من الله، وقسّمها إلى خمسة أبعاد: صحة البدن، والحصول على الثروة، وحسن تدبيرها واستثمارها، وتحقيق الأهداف والنجاحات العملية، وسلامة العقل والعقيدة، والسمعة الحسنة والسيرة الطيبة بين الناس.
نجد من نظرة أرسطو للسعادة أنها تُبنى على القيم التي يحافظ عليها الفرد في حياته، وكذلك الآثار والمنجزات التي يحصدها في مسيرته وعمله في الحياة، وسمعته التي تجلب الصداقات والناس حوله.
الرياضة سعادة، ومن يمارسها بشكل منتظم يشعر جيدًا بها بعد كل تمرين وكل جهد جسدي؛ فهي تفرغ الطاقة السلبية الموجودة داخله نتيجة الضغوطات وما يمرّ به يوميًّا، وما يقابل من أشخاص سلبيين.
الأعمال الخيّرة التي نقوم بها سعادة. جرب أن تتصدق على محتاج، أو تساعد من هو بحاجة لمساعدتك؛ فالعطاء سعادة، والاستمتاع بسعادة الآخرين سعادة؛ لذلك الحرص على القيم الجميلة والتكافل المجتمعي وغرسه في نفوس أبنائنا يمنحهم دروسًا عملية عن كيفية الحصول على السعادة وممارستها.
السعادة تجلب الحظ الجيد. هي تعويذة تفاؤل، يجده الإنسان. والكثير من التجار استغلوا دروسهم ورياضات ابتكروها باسم السعادة، أو كسب الطاقة الإيجابية. وإننا إنْ رجعنا للكتاب والسنة لوجدناهما أكبر منهج لاكتساب السعادة بما يحثان عليه من قيم، وما يمثلانه من منهج إنساني.
تحصنوا بالسعادة، ابتهجوا، اعملوا بحب، وامنحوا بإنسانية؛ فالسعادة سبيلكم.