عبدالمحسن بن علي المطلق
هل للمكان من ميانة على القلب؟
بخاصة إذا ما اقتطع -بلا اختيارك- مكانة زمانية هي من زاهية صفحات -أيام- عمرك؟
أو كذا عبّر ( نزار):
يا رحمة الله على جدار
لذنا به طفلين ذات يوم
.. طبعاً لا أُريد أسوّق مادتي، فضلاً أن أسوّغ لها بعجز بيت:
(وتهون الأرض إلا موضعا)
فلا «موضع» إلا ويهون دون رحاب المساجد الثلاث -كما في الحديث-، و ما سواهن هي من أرض الله الواسعة، التي أماءت لها الآية {... فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا}، هجرة حُصرت في عهدنا على أحد ثلاث أسباب:
طلباً للرزق أو العلم أو التشافي.. فحسب
المهم .. أمضيت بتلك (المقاطعة) هي من عن قرب من العاصمة الأمريكية .. زُهاء الأربعة الأشهر (دورة مكثّفة)، كانت من
بين أروقة عمر يفاخر به خاطري.. إذا ما تذكّره، فيكفه ما يتمخطر بمضارب تلك الذكريات..كل ما تعاوده إشارةً تبعث الذكرى لا أقول من مرقدها!
ولكن من بين أعباء دنيا تراكمت، فأودعت ذاك النفيس خلف لهث النفس على قلّب دنيا، وظروف لا تستقر، وكم من أتعاب تغفي عن الأخيلة الأحباب فما بالكم بمن دونهم منزلة بالمهج، ما لا يتلجلج صدى أثيرهم وآثارهم إن عاد انبعاثاً من أن يأخذ حظّه، ولو كنت في واد آخر غير المعنّى لك وروداً عليه!
سطّرت تلكم (والتي هي كالعمارية عن الرياض) مسافةً.. ما جعل من أريجها وهو يجمع وداعة قرية.. قابعة على تخوم مدينة كُبرى - العاصمة-، فكأنها جمعت طلبين/غرض مقدمك، ومكاناً يؤنسك.
فلا غرو أن يبهرني ذاك، فيأخذ مساحة ما يستحق مقدار (أنسه) داخلي، فقد كانت الفترة الوجيزة (دون نصف العام) والمقام.. والفترة التي كانت بين أشهر 3 و 7-السنة الميلادية- والمكان.. وكما أمليت عنه، ما اجتمعن إلا وزاد في الفؤاد ألقاً ومحلياً يعيد للروح الانشراح، وأزيدكم أن أفرط عبيري بما أباح.. فهو معذور
فإن المدة في الغربة إذا كانت متقاربة وليست أحمال دراسات عليا- مثلاً-، فهي اقتطاع قسري من زخم حياة في ديارك تقضيها بأعباء تحصيل معاش دنيا ما يجعل حتى استمتاعك بين الفينة والأخرى مشوب بتبعات ما ينتظر جدولك.. من الغدِ
المهم أُحدّث عن تلك الفترة التي لربما عصيّ عود مثلها إلا ما شاء الله.
فقد تحاكيك أطماع ذكرياتك أن تعاود الكرّة، لكن.. إن عاودت، فهل ستجد كتلك اللذة وذاك النهم الذي كان، يوم كان العمر في مقتبل الزمان
والعرب أخبرت أن (صبّح القوم ولا تمسّيهم)!، هل بلغ بالجملة الأخيرة /مرامي ..أظن
فظنّي بالقارئ أنه ذا فراسة يأخذ بطرف ما تبدي فيبلغ منه ما تروم