د.عبدالعزيز الجار الله
اختصر الأمير بندر بن سلطان الحال الفلسطيني بالقول: إن القضية الفلسطينية نعتبرها قضية وطنية وقضية عادلة، لكن محاميها فاشلون، وأن القيادة الفلسطينية دائماً تراهن على الطرف الخاسر وهذا له ثمن. (جريدة الجزيرة يوم الثلاثاء لقاء قناة العربية يوم الاثنين الماضي).
وهذا القول تشخيص للوضع الفلسطيني الذي يقف باستمرار بالموقف والمربع الخطأ والخاسر، مواقف عديدة سردها الأمير بندر بن سلطان، والعالم يشهد في الفترة الأخيرة حيث أطلع وبمرارة على الموقف المجاني الذي تتخذه القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني ضد المملكة وتقيم الندوات والمؤتمرات وخطب الجمعة وفِي الشوارع والمحطات الفضائية للتعريض بالمملكة والإساءة للقيادة والشعب ووصف شعب المملكة بأوصاف مبتذلة واستخدام عبارات منخفضة في التعبير وسفاهة، وفي ظل الصراخ الطائش استيقظ الشعب والقيادة الفلسطينية إلى أن العالم يهرول للمصالحة والتطبيع مع إسرائيل، والدولة التي تقف إلى جانب الفلسطينيين هي السعودية والتي قالت نحن مع القرار الفلسطيني.
كانت المواقف الفلسطينية مخجلة، وكالعادة إصرار على الانهزام والخذلان، وما زالوا يتحدثون بلغة الأمس تحميل اللوم والتقريع للعرب وبخاصة أهل الخليج، حتى أخرجوا لنا جيلاً طائشاً من الشباب الفلسطيني تربى على الابتذال وعدم التأدب مع الشعوب العربية وعلى كرهنا تلقوه مع حليب الطفولة، ولو سألتهم ماهي المبررات لهذا الحقد لن تجد عندهم الرد المقنع سوى أننا من أهل الخليج.
هذه التربية السياسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية قادت إلى مواقف غير حكيمة وغير واعية وناضجة، انتهت بخسارة فلسطين وأرباح إسرائيلية، فالقيادة والشعب الفلسطيني ابتزوا العرب والخليج بالمواقف الدولية والأموال دون فائدة وفِي النهاية يصلون إلى الفجور في الخصومة ويكيلوا الشتيمة والتقريع للوطن العربي، فَلَو كان موقفهم صحيحاً ما رأينا العالم يهرول ويركض وراء إسرائيل.