فهد بن جليد
غيرة الأزواج المفرطة في علم النفس يُطلق عليها مجازاً عقدة (عُطيل)، التي تستمد مسماها من أحداث مسرحية (ويليام شكسبير)، التي قتل فيها (عُطيل) (ديدمونة) من شدة الغيرة عليها، المصطلح تناوله الناس بكثرة في السنوات الأخيرة بعد تشخيص الأطباء لحالة البريطانية (ديبي وود) التي تصنف أكثر امرأة غيورة في العالم.
القصة تتردَّد مُنذ عام 2015م عبر وسائل الإعلام، وقد أُجريت -آنذاك- مقابلة تلفزيونية (موجودة على اليوتيوب) بسبب أنَّ المرأة التي عانت من كثرة الخيانات التي تعرضت لها في حياتها، تُخضع زوجها (ستيف) لاختبار جهاز كشف الكذب كلما عاد إلى المنزل للتأكد من وفائه وعدم خيانته، فهي تراقب هاتفه، وبريده الإلكتروني، وكل حركاته وسكناته، واتصالاته، وحتى نظراته لشاشة التلفزيون -سمعنا وسلمنا يارب- الزوجة تصرف كل الإعانة المالية التي تحصل عليها بسبب البطالة والسمنة المفرطة، لشراء ألعاب إلكترونية لزوجها (ستيف الغلبان) الذي يصغرها بـ12 عاماً، حتى لا يخرج من البيت دون حاجة، أو تخطفه امرأة أخرى.
يعتقد أن (ديبي) اليوم في منتصف (الأربعينات) من عمرها، وزوجها في منتصف (الثلاثينات) إن كانا مرتبطين حتى الآن - ولا أعتقد أنَّ هناك من يحتمل مثل هذه الضغوط من الجنسين- حالات (عقدة عُطيل) قد تتزايد في عصر (كورونا) بسبب الحجر المنزلي، فقصة (ديبي وستيف) تتصدر الآن العناوين ويتم تناقلها من جديد وكأنَّها حدثت في 2020م التي لم تعد تحتمل المزيد، المسمى يجعلنا نفرد في (مقال قادم) الحديث عن ارتباط (التحليل النفساني الطبي) بالقصص الشعبية والروايات الأدبية، فيما يمكن أن نطلق عليه (علم العقد والجذور الأدبية).
وعلى دروب الخير نلتقي.