د. صالح بكر الطيار
تابع العالم بأسرة اللقاء التاريخي بشأن قضية فلسطين الذي أعدته قناة العربية مع الدبلوماسي الكبير سمو الأمير بندر بن سلطان صاحب التجربة العريضة في السياسة الخارجية والمطلع على ملفات القضايا العربية والدولية واستمع الجميع إلى ذلك الحديث المدعم بالحقائق والوقائع التي أكدت فشل القيادات الفلسطينية في إنجاح المساعي الكبيرة من قبل الدول العربية وعلى رأسها السعودية التي كانت وظلت على مر التاريخ الداعم الأول لقضية فلسطين ولشعب فلسطين الذي ضاع وراء قياداته التي فضلت مصالحها الشخصية على مصير شعب وعلى مصير قضية عادلة طوال عقود من الزمان وكما أبان الأمير بندر فإن قضية فلسطين قضية عادلة والممثلون فاشلون وقضية إسرائيل قضية غير عادلة والممثلون ناجحون وشاهدنا الوثائق التاريخية التي حددها سموه بالتواريخ والأحداث بدءاً مما صدر من قيادة السلطة الفلسطينية في عهد ياسر عرفات وما قام به من زيارة إلى صدام حسين بعد احتلال الكويت عام 1990 وتطرق إلى مظاهر الفرح التي تمت في نابلس بعد أن أطلق صدام صواريخه نحو الرياض في أزمة الخليج وكيف أن ياسر عرفات أوقف وعطل مساعي دولية كبيرة وتحركات سعودية منذ أيام الملك فهد رحمه الله في سبيل إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة وظل يؤجل ويملي الشروط الواهية حتى ضاعت الفرص والضحية في ذلك شعب مغلوب على أمره ظلت قضيته معلقة بمصالح القيادات الفلسطينية والحركات والأحزاب التي انشغلت بالمؤامرات بين بعضها وتركت القضية الفسلطينية في مهب الريح وظلت قضية دون حل.
وتطرق سموه إلى جهود المملكة الكبيرة التي يشهد بها العالم ويعرفها التاريخ في سبيل مساندة السلطة الفلسطينية وتبني هذه القضية وعقد الصلح الذي تم في بيت الله الحرام لاحتواء خلاف الفصائل الفلسطينية الذي نقضوه بعدها بأيام وبالتالي ظلت القضية الفلسطينية في أيدي المتلاعبين بها من رؤساء المكاتب والحركات داخل السلطة الفلسطينية.. منذ أن احتلت الأرض الفلسطينية والسعودية على مر التاريخ تبذل الغالي والنفيس لتدعم هذه القضية وتتساهل وتعفو عن أخطاء كبيرة ومستمرة منذ أيام ياسر عرفات وجندت طاقاتها وتبرعاتها وإغاثتها للشعب الفسطيني ودعمت قضيته ووقفت تحامي عنها في كل المؤتمرات والقمم العربية والدولية والخليجية إيماناً منها بأنها قضية عربية وقومية وإسلامية إلا أن القيادات الفسلطينية آثرت أن تسير خلف مصالحها في المتاجرة بهذه القضية لكسب الوقت والتأجيل والتركيز على أهدافهم الخاصة من جني الأموال والمناصب متناسين شعبهم وقضيتهم وقد انكشفت الملفات وبان الوجه الحقيقي المخجل لهذه السلطة وما فيها من قيادات وعلم العالم أجمع بتفاصيل أعلنها سمو الأمير بندر ولا تزال الحقائق مستمرة وسيتوالى الكشف عنها ليعرف العالم ويسجل التاريخ التفاصيل والتداعيات الحقيقية التي تاجرت بهذه القضية ومن المتورطين في وأد كل مساعي إنجاح هذه القضية وسيكشف المستقبل العديد من الحقائق.
كلمات صادقة من رجل من صانعي الأمن السياسي السعودي اختصر كل شيء وأجاب على كل التساؤلات ووضع النقاط على الحروف وأبان للشعوب والحكومات أصول القضية والحقيقة المكشوفة عن القيادة الفلسطينية... وأخيراً أؤكد على ما قاله سموه، الظروف والتحديات الإقليمية والدولية التي تواجه المملكة كبيرة والمخاطر جسيمة وحان الوقت لأن نسخر كافة مواردنا لمواجهة تلك التحديات لتحقيق أمننا الوطني والإقليمي ورفاهية أبنائه مع الالتزام الدائم في الاستمرار لدعم الشعب الفلسطيني الأعزل الذي جعله الله تحت قياداته المتصارعة على مصالح كل منهم... لن يغيب الشعب الفلسطيني وأبناء القدس الشريف عن اهتمام القيادة السعودية انطلاقاً من واجبهم منذ تأسيس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز هذه الدولة واستمرار أبنائه البررة على منهجه المبارك للذود عن مقدساتنا والوقوف ومناصرة القضية الفلسطينية المشروعة.