سمر المقرن
في تصوري أن برنامج (جودة الحياة) هو بمثابة الشريان الذي تنبض منه حياة الفرد السعودي، وهو برنامج ضخم جداً ومهم جداً، وتفاصيله عميقة جداً، فكلما قرأت أجندة هذا البرنامج وجدت آفاقاً جديدة تفتح أبوابها أمامي. هذا البرنامج الضخم بحاجة إلى خط اجتماعي مواز لنشر ثقافة جودة الحياة لنعيش حياة أفضل، وإن كانت الحكومة قد وضعت كافة الخطط والتنظيمات وآليات التنفيذ لهذه البرامج، سواء على مستوى المؤسسات الحكومية والخاصة، أو حتى في شتى مناحي الحياة ما يدعم شكل الحياة لكل منّا على جميع المستويات. فهناك أيضاً مسؤوليتنا كأفراد لنكون جزءاً أساسياً في نشر ثقافة جودة الحياة.
أيضاً برنامج جودة الحياة يضم عشرات المبادرات التفصيلية لحياة عالية الجودة، لكننا أمام هذا البرنامج الكبير الذي انبثق عن رؤية 2030 فإن كل شخص منّا يقع على عاتقه مسؤولية إطلاق مبادرة حياتية داخل منزله، فنحن كأفراد مهم أن نواكب هذه التغييرات الإيجابية، وأن نتفاعل مع هذه البرامج بأن نبدأ بأنفسنا، ففكرة جودة الحياة لا ينبغي أن تنفصل عن واقعنا، فهي برامج قابلة للتطبيق حتى في أبسط تفاصيل حياتنا اليومية، شريطة أن يكون لدينا الوعي التام بأهميتها.
ولو بدأنا بأنفسنا فجميل جداً أن نضع ولو لمسات بسيطة داخل بيوتنا ما يعطي حياتنا شكلاً أجمل بعيداً عن التشاؤم أو النظرة السوداوية التي قد تقف عند أي منعطف موجع أو منهك. القوة هي دائماً في تجاوز الحواجز التي قد تقف داخل أرواحنا للشعور بالسعادة، والانتصار هو في التغلّب على الأوجاع التي لا تخلو روح بشرية منها. في البيت لا نحتاج أكثر من الابتسامة والكلمة الحلوة بين أفراد الأسرة، ولا يمنع أبداً من أن يدلّل كل شخص منّا نفسه بتناول العصير في كوب أنيق أو القهوة بطقوس تجلب الفرح والسعادة. للأسف لدينا في المجتمع ثقافة أن التقديم الأنيق والأواني الثمينة يجب أن تبقى في الدواليب للضيوف، ولو تغيَّرت هذه الثقافة بأن يعتبر كل شخص منّا نفسه وأفراد أسرته ضيوفاً كل يوم لتغيَّرت الأدوات وصنع لنفسه برنامجاً متكاملاً يضمن فيه جودة لحياته بأبسط الآليات. فتطبيق برنامج عظيم هو برنامج جودة الحياة لا ينبغي أن ننفصل فيه ما بين خارج بيوتنا وداخلها، لأن تفاصيله تنبع من داخل أرواحنا وأقصى زوايا بيوتنا لننطلق به في أقصى درجات النجاح والتميز.