د.عبدالعزيز الجار الله
بدأ الاحتكاك العسكري يتقارب بين القوات الأمريكية والروسية شرق الفرات في سورية، واحتكاك روسي عراقي وتركي وإيراني وإسرائيلي في سورية والعراق، وهو ما يعرف في أراضي الهلال الخصيب من شمال الخليج العربي بشكل قوس حتى جنوب البحر الأبيض المتوسط، وفي محيط الضلع الشرقي لنهري دجلة والفرات، ويدخل ضمنها أراضي الحكم الذاتي للأكراد.
واحتكاك روسي وتركي وإيراني قد يكون الحلف الأطلسي الضلع الرابع في أراضي آذريبجانية وأرمينية (ناغورني قرباغ)، ليتحول الصراع إلى صراع دولي قد تتغير خرائط كثيرة ونزاع على أراضٍ بين قوميات تحمل العداء والصراع التاريخي الطويل، وتسعى لقيام دول جديدة مثل أرميناء الكبرى، ودولة الأكراد الكبرى. فلا مستحيل من قيام كيانات جديدة التي كانت لا تقوم دولة جديدة إلا بإرادة دولية شاملة من العديد من دول، لكنها اليوم يمكن أن تقوم دولة بإرادة دولة عظمى مثل أمريكا، وهذا الذي يخيف إيران في صراع الأرمن والآذاريين، ويخيف تركيا في الصراع السوري والعراقي من قيام دولة كردية على أراضي تركية وإيرانية وعراقية وسورية.
لا أحد يعلم ما نهاية الصراعات في سورية والعراق وفلسطين ولبنان، فالتحولات سريعة وعنيفة، العراق الذي عارضت على احتلاله معظم الدول العربية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003م، ويقابله ترحيب بالاحتلال من قبل: إيران وإسرائيل وتركيا وسورية. تحول إلى صراع مزعج وكابوس لهم، لأن انهيار العراق تحول إلى تصدع في هذه الدول، بل تهديد لهم ربما تفكك بعض الدول مثل إيران التي اعتقدت أنها ابتلعت: العراق وسورية ولبنان واليمن.
كذلك تركيا لديها مخاوف من قيام دولة كردية ومطالبة عربية لأراضي عربية ضمتها عند إنشاء تركيا الحديثة. وسورية التي كانت تعيش في عداء ولعقود مع العراق وكانت يسعدها احتلال العراق واختفاء صورة صدام حسين من المشهد السياسي، نرها احترقت وأصبحت داخل حرب دولية وأهلية وقطع متناثرة، وإسرائيل التي شعرت بالسعادة لاحتلال العراق اليوم تعيش مخاوف أمن الحدود مع سورية لأن روسية وإيران وبعض المنظمات الإرهابية جارة لها.
أذن العالم يغلي وتيحرك بسرعة لا أحد يعلم بالأطالس والخرائط وعدد الدول الجديدة.