عثمان أبوبكر مالي
في الخامس والعشرين من شهر أكتوبر الجاري تنتهي فترة الانتقالات الصيفية (تسجيل اللاعبين المحترفين) في الأندية السعودية؛ والذي يُعرف عادة بـ(الميركاتو الصيفي).
عادة تشكل هذه الفترة ضغطًا كبيرًا على إدارات الأندية الرياضية في كل عام، إذ تعد الفترة الأطول المتاحة لها لتقوية ودعم صفوفها باستقطاب النجوم، وتتعرّض الفرق الكبيرة ذات الجماهيرية الطاغية للضغوط بشكل أكبر، نظراً لارتفاع طموح الجماهير وبالتالي رغباتها وتطلعاتها ويؤثّر ذلك كثيرًا على الاستقطابات ومستوياتها ومدى الاستفادة منها، إذ يدفع كثيراً من الإدارات إلى البحث عن أسماء فخمة ونجوم معروفين دون التركيز أو التدقيق في احتياجات الفريق الحقيقية ونسبة الاستفادة ومدى ملاءمة طريقة لعب الفريق للاعب القادم وتأثيره إيجابيًا على عطاء المجموعة، ولذلك تتعرّض بعض صفقات لاعبين (نجوم) وأسماؤهم كبيرة وسبقتهم شهرتهم، لكن بعد مجيئهم لا يستفاد منهم وتكون نسبة تسجيلهم حضورًا أو إضافة للفريق منخفضة جدًا، وقد تصبح دكة البدلاء المكان المفضَّل للاعب، ويتحوَّل إلى (صفقة مضروبة) يدفع النادي ثمنها مالاً ووقتًا، وخسارة اسم محترف في صفوفه ومركز من احتياجه، والأمثلة كثيرة على هذا النوع من الصفقات المضروبة، ومنها على سبيل المثال (في حاضر أنديتنا اليوم) مهاجم الاتحاد الصربي (الكسندر بريجوفيتش) الذي رغم شهرته التي كانت تسبق وصوله، حتى كان يطلق عليه أثناء مشاركته مع منتخب بلاده في بطولة كأس العالم (روسيا 2018م) لقب (السفاح) إلا أن الاتحاد لم يستفد منه بعد وصوله بالشكل المنتظر (ولعله يغيّر النظرة بعد عودته هذا الموسم)، وهناك مثال آخر هو مهاجم النصر النيجيري أحمد موسى، الذي لعب في الدوري الإنجليزي، لكنه لم يرتق هو الآخر بمستواه مع فريقه إلى درجة نجوميته وقيمته السوقية (وقد لا يطول استمراره) والأمثلة عديدة.. وعلى العكس من هذا قد يأتي إلى الفريق لاعب مغمور من دوري متواضع ومن غير شهرة أو نجومية أو قيمة سوقية عالية، لكنه يكون لاعباً موهوباً يمتاز بالطموح والرغبة وارتفاع الدوافع الذاتية فيصبح (ضالة الفريق) ويتحوّل إلى اسم كبير ونجم سوبر، بل قد يصبح أيقونة الفريق وأسطورته، وخير مثال على هذا الكلام مهاجم الأهلي السوري (العقيد) عمر السومة القادم من الدوري الكويتي، ومهاجم النصر الهداف (عبدالرزاق حمد الله) القادم من دوري خليجي متواضع، وأيضاً من الأسماء التي غادرت لاعب الهلال البرازيلي (كارلوس إدواردو) ولاعب الاتحاد (سابقاً) كارلوس فيلانويفا، وما قدماه مع فريقيهما منذ قدومهما وحتى مغادرتهما بشكل نهائي.
الحل للقضاء أو تجاوز ما يحصل هو بصراحة عدم الاستجابة لطلبات ورغبات وضغط وهاشتاقات الجماهير، وإنما ترك الأمر للقرار الفني بشكل كامل، فيأتي من المدرب بتحديد (الاحتياجات والمراكز) دون أسماء وجعل الاختيار يكون دقيقاً وعن طريق (لجنة فنية) تبحث من خلال الاستشارة والوقوف والمشاهدة والمتابعة وليس من خلال الوكلاء والسماسرة.
كلام مشفَّر
* الدعم الكبير الذي تجده الأندية السعودية من حكومتنا الرشيدة -حفظها الله- جعلها لا تتوقف هذا الموسم (رغم جائحة كورونا) عن إبرام الصفقات والتعاقد مع المحترفين الأجانب وبأرقام كبيرة كما يعمل أكثر من ناد، مثل النصر والشباب، وحتى الأندية الصاعدة العين والباطن والقادسية.
* في وقت تأثَّرت فيه الانتقالات في العالم، وأدت (الجائحة الاقتصادية) إلى انخفاض الانتقالات هذا الصيف بنسبة تصل إلى 20 % عن العام الماضي، في حين انخفض مبلغ الانتقالات المدفوعة قرابة 30 % رغم أن الفترة أضيف لها شهر كامل عن المعتاد صيف كل عام.
* تجربة جعل من يتولى انتقاء اللاعبين وتسمية الأسماء المختارة حسب طلبات المدرب وتقييم العمل الفني للجنة فنية (بأسماء موثوقة) ترتبط بالإدارة ولا تعمل في الجهاز الفني نجحت بشكل كبير في تجارب سابقة في أكثر من ناد، وآخرها ما يحدث في نادي الاتفاق الذي تتولاه لجنة تضم أسماء خبيرة (من أبناء النادي) هم الكباتن صالح خليفة وسمير هلال وعمر باخشوين، (المدير الفني لقطاع الفئات السنية بالنادي).
* مهمة اللجنة حسب ما أعلن عند الإعلان عنها القيام (بعدة مهام استشارية داعمة ومساندة لرئيس النادي وإدارته، أهمها تسهيل مهام الجهاز الفني وتقديم تقرير دوري لمجلس الإدارة عن الفريق ومستواه وتقييم مستوى اللاعبين ودرجة الاستفادة منهم، وأيضاً الجهاز الفني وعمله، وأكاد أجزم أن اللجنة هي من يدعم قرار استمرار الكابتن خالد العطوي مديرًا فنيًا للفريق رغم الانتقادات المستمرة التي تلاحقه.