عبدالكريم الحمد
مع بزوغ فجر الرياضة السعودية وبالتحديد في مجال كرة القدم، سخّر الأمير عبد الله الفيصل -رحمة الله عليه- وزير الداخلية حينها اهتمامه بالرياضة اهتماماً كبيراً للنهوض بهذا القطاع الحيوي، ووجد في نادي الاتحاد نواة وبذرة طيبة لمستقبل كروي سعودي مشرق، وحضر حينها لأول مرة مباراة بين الاتحاد والمنتخب البريطاني للبوارج التي أُقيمت عام 1369 هـ (1949) وفاز بها الاتحاد، وتكفَّل بعدها الأمير بنقل فريق الاتحاد إلى القاهرة للتعرّف عن كثب عن كرة القدم المتقدِّمة آنذاك في مصر، وبالتالي أخذت الرياضة في هذه الفترة تقف على أبواب صيغة رسمية حكومية تمخضت عن الاعتراف الرسمي بها وتشكيل جهاز تنظيمي حكومي لها في عام 1372هـ (1952).
ناد انطلق من خلاله فجر كرة القدم السعودية وبُنيت على أساساته تطلعات وآمال المسؤولين آنذاك لتجربة رياضية وليدة، فكيف لا نستغرق ونتساءل ونناقش حلوله وتحدياته، خصوصاً في ظل مرحلة تاريخية حالية هي الأعنف في تاريخه منذ تأسيسه وتأسيس كرة القدم السعودية، ولا غرابة أن يحمل الشارع الرياضي السعودي برمّته هاجس سقوطه وتخبطاته بعد أن هدّد مكانته ظلام الهبوط في موسمين متتاليين.
موسمنا الجديد الذي على وشك الانطلاق بعد أيام هو فيصل مهم للعميد العريق في اختيار مساره؛ إمّا فريق منافس في القمّة أو فريق يصارع في القاع، وهذا الصراع وبلا شك تتحمّله الإدارة الاتحادية بقيادة المتجهد (أنمار الحائلي) واللاعبين بشكل خاص وعلى رأسهم ابن العميد (فهد المولّد) الذي يعوّل عليه المدرج الاتحادي كونه رجل المرحلة في الظروف الحالية التي يمرّ بها تاريخ العميد برمّته.
ليست منصات المنافسات السعودية فقط من اشتاقت للعميد، بل حتّى الملاعب الآسيوية افتقدت للنمر بعد أن دوّنت بطولاتها ملاحم لا تنسى سطّرها الأصفر في دوري أبطال آسيا بالتحديد حتى تزيّن بلقب (المونديالي) في بطولة العالم للأندية، أما جمهوره فحدّث ولا حرج عن مدى اشتياقه وافتقاده لنمر طالت آلام جراحه، إلا أنها ما زالت تمنّي النفس بنهوضه واللّحاق بتاريخ كادت صفحاته تنساه وتدوّن أبطال منافسيه دون ذكراه.
قبل الختام
رغم الفارق الكبير في عدد البطولات، إلا أن الهلال افتقد أقرب منافسيه، فلا غرابة أن يرثي الهلاليون منافسهم في «الكلاسيكو الآسيوي» وليس السعودي فقط كما جاء في وصف الموقع الرسمي لاتحاد القارّة.