أ.د.عثمان بن صالح العامر
نعم، شكرًا صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز أميرنا في حائل، بل إن كلمات الشكر والتقدير، وعبارات الثناء والتبجيل تتقازم أمام شخصكم الكريم، سواء أكان الحديث عن أعمالكم الرسمية باعتباركم أميرًا للمنطقة أو أن الكلام كان عن البعد الذاتي وشخصيتكم الإنسانية، فدماثة خلقكم ورقي تعاملكم وإنسانيتكم المرهفة ومشاعركم الفياضة وتواضعكم الجم وقربكم من الوجع اليوم لإنسان المنطقة علامة فارقة في شخصكم الكريم.
تشاركنا في الأفراح، كما أنك في الصف الأول حين تحل الأتراح لا سمح الله. تأتي معزيًا وتتصل مواسيًا، تزور المريض وتهاتفه متابعاً ومطمئناً على صحته. أعرف ذلك منكم -حفظكم الله - منذ حللتم بيننا نائباً للأمير، وما زلتم كما أنتم، قريبًا بقلبك، وفيًا بسلوكك، متلطفًا في قولك وحديثك. حين تعزينا تكون كلمتك بسلمًا للجرح الغائر في النفس، تشعرنا أنكم هو من أصيب بفقد الحبيب سواء أكان أبًا أو أخًا أو قريبًا، تذكر محاسن ميتنا ومنزلته العالية في نفسك وعند الناس، مستشهدًا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنتم شهداء الله في الأرض). وحين يرقد الواحد منا على السرير الأبيض تفاجئه باتصال منكم تواسيه فيه وتسليه وتبعث التفاؤل في النفس بعباراتكم اللطيفة وكلماتكم المنتقاة.
ليس هذا جديدًا في شخصية صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز كما أسلفت، ولكنك في كل مرة ترى المشهد عن قرب تنبعث لديك الرغبة في البوح بما في الخاطر من مشاعر فيَّاضة إزاء هذا السلوك الراقي الذي لم تغيِّره الأيام وتمحوه السنين، ففي وفاة أخي عبد الكريم (أبو صالح) -رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته- مطلع هذا العام الهجري الجديد جراء إصابته بفيروس كورونا كان من سموه الكريم العزاء والمواساة، وكما عهدته من قبل ينتقي أطايب الكلام ويعزيك بأدق العبارات وكأن المصاب هو لا أنت. وحين دخل خالي -القريب إلى قلبي- فهد سعد العامر (أبو راكان) الأسبوع قبل الماضي مستشفى الأمير محمد بن عبد العزيز بالرياض بسبب فيروس كورونا كذلك كان من سموه الكريم الاتصال للسؤال والمتابعة، بل كان منه الملاطفة والممزاحة حين شعر من خلال المكالمة مع أبي راكان حاجته لتعزيز العامل النفسي لديه، وكان لهذه وتلك الأثر الإيجابي الذي حقه أن يعلم فينشر ويذكر فيشكر، فشكرًا من القلب لكم صاحب السمو، فأنتم في صنيعكم هذا ترسمون لوحة وفاء لن تمحوها الأيام وتنسجون خيوط وصال مستقرها بين الحنايا للأبد، وفي ذات الوقت تبرهنون وتدلِّلون على قرب ولاة أمرنا وقادتنا من كل وجع يصيب أيًا، منا حفظ الله قادتنا وأدام عزنا وحمى أرضنا. ودمت عزيزًا يا وطني، وإلى لقاء، والسلام.