محمد جبر الحربي
مَرَّتْ عَلَيَّ غَزَالَةٌ..
قَالَتْ: تَعَالْ.
قُلْتُ: الْجَنُوبُ أَمِ الشَّمَالْ..؟
فَالْأَمْرُ صَعْبٌ بَلْ مُحَالْ.
قَالَتْ: سَتَعْرِفُهَا الْجِبَالْ.
مِنْ أَيْنَ يَسْحَرُكَ الْجَلَالُ،
وَكَيْفَ يَكْتَمِلُ الْجَمَالْ..؟!
لَا فَرْقَ بَيْنَ جِهَاتِنَا
كُلُّ الْجِهَاتِ لَنَا اِحْتِمَالْ.
يَا شَاعِرِي..
وَلَكَ الخَيَالْ.
نَحْنُ انْتِظَارُ الْغَيْمِ
فِي سَرَوَاتِنَا
مَهْدُ الْبَرَاءَةِ وَالدَّلَالْ.
وَلَنَا الْمِيَاهُ مِنَ الْخِصَالْ.
وَالْمُزْنُ مُزْنُكَ..
ذِي الْخِفَافُ،
وَذِي الثِّقَالْ..!
إِنْ شِئْتَ نَحْنُ الْغَرْبُ
جِدَّةَ..
سِرُّ غُنْجٍ..
وَاحْتِفَالْ.
نَحْنُ الْأَصَالَةُ
وَالْجَدِيدُ
وَكُلُّ مَا غَنَّاهُ فَوْزِي
أَوْ طَلَالْ.
أَوْ شِئْتَ نَحْنُ الشَّرْقُ
أَمْوَاجُ الْخَلِيجِ
وَمَا تُخَبِّئُهُ الرِّمَالْ.
السِّحْرُ مِنْ نَظَرَاتِنَا
لَكِنَّهُ السِّحْرُ الْحَلَالْ.
أَوْ شِئْتَ مِنْ نَجْدٍ
هُنَا نَحْنُ الرِّيَاضُ
الْحُبُّ..
أَلْوَانُ الْخُزَامى
وَالنَّهَارُ.. دِيَارُ عَبْلَةَ
قِصَّةُ التَّوْبَادِ
أَشْعَارُ الْقُدَامَى
فِي الْعُيُونِ
وَفِي النِّصَالْ.
الليْلُ طَالْ..
أَدْرَكْتُ أَنِّي غَارِقٌ
فَالْحُبُّ شَارَتُهُ اشْتِعَالْ.
وَالنَّارُ تُحْرِقُ
كُلَّ مَا تَأْتِي عَلَيْهِ
بِلَا جِدَالْ.
وَالْمَوْجُ يَصْرَعُنِي
فَأَصْرُخُ..
لَا مَجَالْ.
حَتّى أَفَقْتُ وَجَدْتُنِيْ
مُتَقَطِّعَ الْأَنْفَاسِ
بِيْ حُمَّى الرُّؤَى
وَالْحُلْمُ يَجْذِبُنِيْ تَعَالْ..!