حوار - عوض مانع القحطاني:
السعودية العظمى أصبحت تدار بسواعد أبنائها الأوفياء.. ورؤية المملكة 2030 فتحت آفاقاً جديدة ونقلة نوعية في مجال التدريب.. ومجال توطين الصناعات داخل المملكة.. وأصبحت قدرة أبناء الوطن عالية في التعامل مع أحدث التقنيات العالمية المتطورة.. وأصبح لدى الشباب والشابات السعوديين الهمة والقدرة والعزيمة على اكتساب مهارات، وأصبحت قوة الوطن اليوم هي بقوة أبنائه.
الكلية التقنية العالمية لعلوم الطيران بالرياض التي يشرف على تشغيلها شركة كليات التميز إحدى أذرع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني تعد نموذجاً فريداً في مجال تدريب وتأهيل أبناء الوطن على أحدث برامج هندسة صيانة الطائرات العسكرية والمدنية وبرامج صيانة الطائرات الحربية وطائرات بدون طيار.
«الجزيرة» قامت بجولة داخل هذه الكلية التي أصبحت تغذي قواتنا العسكرية بمختلف قطاعاتها وشركات صناعة الطيران المحلية والعالمية والشباب المؤهل على هندسة وصيانة الطائرات.
التقينا بسعادة عميد القبول والتسجيل في هذه الكلية رياض مفرح الزهراني وقال: لاشك أن رؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان قد ساهمت في خلق العديد من المعاهد والكليات التي تعمل على تأهيل شباب الوطن لمواكبة الاحتياجات الحالية والمستقبلية في شتى المجالات الفنية والتقنية.
وبين الزهراني قائلاً: «إن سمعة هذه الكلية اليوم أصبحت مرموقة في مجال هندسة صيانة الطائرات والصرح الكبير لهذه الكلية بما تضمه من معامل كبيرة ذات التقنية العالمية حيث حصلت الكلية على عدة شهادات عالمية لما تتمتع به من إمكانات وبرامج متنوعة في مجال صيانة الطائرات.
وأوضح الزهراني أن هناك قفزات هائلة في أعداد الطلاب كانت البداية بحوالي 200 طالب واليوم الكلية فيها أكثر من 4600 طالب، وعدد المقبولين في هذه الكلية يعتبر الأكبر مقارنة بكليات أخرى بدأت بنفس المرحلة ونحن سائرون في الطريق الصحيح وفقاً لما يوجه به المسؤولون في هذه الكلية.
وأكد أن قطاع الطيران قطاع مهم في رؤية سمو ولي العهد، وإحدى النقاط المهمة هو توطين الأيدي العاملة السعودية في البلاد ومنها هندسة وصيانة الطائرات التي ستعمل الكلية على توفيرها للوطن، مشيرا إلى أن القطاعات العسكرية والمدنية بالوطن في حاجة للفنيين المؤهلين الذين يعملون في هذا المجال، موضحا بأن التوسع في القبول مرهون بمراجعة احتياج هذه القطاعات وفيما يلي نص الحوار:
* ما هو الهدف من إنشاء هذه الكلية؟
- الكلية التقنية العالمية لعلوم الطيران بالرياض هي كلية حكومية تابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ويشرف على تشغيلها شركة كليات التميز. أنشئت الكلية في عام 2014م وتم استقطاب مشغل دولي ذو خبرة في مجال صيانة الطائرات من دولة أستراليا لتشغيل وإدارة عمليات التدريب في الكلية وذلك في سبيل نقل المعرفة والخبرات للمملكة العربية السعودية.
تقدم الكلية تدريباً بمستوى عالمي للشباب الذي يرغب في العمل في قطاع هندسة صيانة الطائرات. حيث إن جميع المواد التعليمية والتدريبية تقدم باللغة الإنجليزية، كما أن الكلية تعتبر الكلية الحكومية العامة الأولى والوحيدة المتخصصة في علوم صيانة الطائرات بالمملكة.
تهدف الكلية إلى المساهمة بشكل إيجابي في تطوير التدريب التقني والمهني في المملكة العربية السعودية من خلال توطين كوادر صيانة الطائرات العسكرية والمدنية والمساهمة في زيادة المحتوى المحلي في هذا المجال.
* كيف تواكبون رؤية المملكة 2030؟
- أحد أهم أهداف الكلية هو تأهيل الكوادر السعودية للدخول في سوق عمل صناعة الدفاع والطيران كفنيين محترفين وموثوقين تماشياً مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 والمشاركة في تحقيق أهداف الرؤية على 3 محاور:
صناعة الدفاع والطيران: المشاركة في تحقيق أهداف المملكة بأن تكون من قادة صناعة الدفاع والطيران على مستوى العالم.
القوى البشرية: تزويد قطاع الدفاع والطيران بالمملكة بقوى بشرية سعودية محترفة ذات كفاءات عالية.
الاقتصاد: المشاركة في تحقيق أهداف الخطط الاقتصادية بالمملكة وذلك بالعمل على زيادة أعداد فنيي صيانة الطائرات المؤهلين لدخول هذه الصناعة بكل احترافية.
* ما نوع التعليم في هذه الكلية والبرامج؟
- تقدم الكلية العديد من التخصصات ضمن مسارين رئيسيين (العسكري والمدني) تؤهل الطلاب في الحصول على دبلوم معتمد من قبل المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، المسار الأول يتكون من مواد علمية وتدريبية معتمدة من قبل الهيئة العامة للطيران المدني، حيث إن الكلية لديها اعتماد من الهيئة كمؤسسة تدريب لصيانة الطائرات GACA - PART 147 وذلك للطلاب الذين يرغبون في الحصول على رخصة فني صيانة الطائرات من الهيئة.
المسار الثاني موجه للقطاعات العسكرية ويتكون من تخصصين، التخصص الأول يتوافق مع منهج الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران (EASA Part 661) في ميكانيكا وإلكترونيات الطائرات، والتخصص الثاني هو أنظمة الطائرات بدون طيار (UAS).
* ما نوع الدراسة في هذه الكلية؟
تقوم الكلية بعمل العديد من التخصصات الفنية في مجال صيانة الطائرات العسكرية والمدنية فمثلاً:
المسار المدني: تمنح الكلية دبلوم صيانة الطائرات تخصص هياكل ومحركات.
أما المسار العسكري: في صيانة الطائرات الحربية فأنها تمنح تخصص ميكانيكا وتخصص إلكترونيات الطيران ونظم الطائرات بدون طيار وكذلك تخصص ميكانيكا نظم الطائرات بدون طيار وتخصص إلكترونيات الطيران ونظم الطائرات بدون طيار تخصص اتصالات.
الكلية التقنية العالمية لعلوم الطيران بالرياض هي الكلية الوحيدة بالمملكة التي تقدم دبلوماً معتمداً في تخصص صيانة أنظمة الطائرات بدون طيار، حيث تم تخريج أول دفعة من هذا التخصص في منتصف عام 2020.
* الطاقة الاستيعابية للكلية؟
- يقع الحرم الرئيسي للكلية في مدينة الرياض بالمنطقة الصناعية بمطار الملك خالد الدولي بحرم المطار وتبلغ مساحة الكلية 50 ألف متر مربع ويتكون من أربعة مباني وثلاث حظائر مجهزة بالكامل، كما يوجد حرم آخر للكلية مخصص لطلاب السنة التحضيرية بحي صلاح الدين بالرياض.
* ما عدد الدارسين حالياً؟
- يبلغ عدد الدارسين بالكلية للعام التدريبي (2020-2021) 4.685 متدرباً في شتى التخصصات في مجال صيانة الطائرات والإلكترونيات.
* كم عدد الخريجين؟
- بلغ عدد الخريجين من الكلية خلال السنوات الماضية 1.712 خريجاً.
* كيف تواكب الكلية ما يحدث بالعالم من برامج؟
- تقوم المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بعمل دراسات دورية لاحتياج سوق العمل كما إن لدى الكلية مجلس استشاري متخصص لتطوير البرامج التدريبية والمهنية بصالكلية، وذلك لمواكبة أحدث التطورات المحلية والعالمية في هذه الصناعات وتحديث المناهج التدريبية العملية لتواكب أحدث ما وصلت إليه هذه الصناعات، حيث يتخرج المتدرب جاهزاً للانضمام لمنظمات الدفاع والطيران.
كما قامت الكلية مؤخراً بإنشاء مركز للابتكار والذي يهدف إلى تطوير مهارات طلاب الكلية، وذلك للمنافسة في المسابقات الفنية والتقنية المحلية والإقليمية والعالمية، بالإضافة إلى كونه مركز للإبداع والاختراع في مجال الدفاع والطيران.
* هل هناك توجه لمنح استكمال الدراسات الجامعية للمتميزين؟
- يقدم شركاء النجاح من المنظمات العسكرية والدفاعية منح استكمال الدراسات الجامعية للمتفوقين والمميزين داخل وخارج المملكة.
* هل الخريجون مضمون عملهم بعد التخرج؟
- جميع طلاب المسار العسكري ينضمون لبرنامج التدريب المنتهي بالتوظيف، حيث تقوم القطاعات العسكرية برعاية الطلاب من أول يوم دراسي حتى تخرجهم ومن ثم يتم تعيينهم مباشرة في القوات العسكرية.
كما أن لدى الكلية إدارة خاصة تقوم بعمل شراكات إستراتيجية مع الشركات العاملة في مجالي الدفاع والطيران وذلك لتوفير فرص توظيفية مميزة لخريجي القطاع المدني، معدل التوظيف العام 90 % من خريجي الكلية، حيث وقعت الكلية عدة اتفاقيات وتعاون مع العديد من القطاعات العسكرية والخاصة لتسهيل انضمام خريجي الكلية لهذه القطاعات فور تخريجهم.
«مدير تطوير الأعمال»
من جانبه قال مدير عام تطوير الأعمال بالكلية الأستاذ/ محسن بن محمد عبدالجواد: تقوم الكلية بعمل تقييمات دورية ووضع المعايير التي تنظم هذه البرامج التدريبية لهؤلاء الخريجين، كما أن الكلية تدرس وتحدث المناهج التي تواكب أحدث التطورات في صناعة الطيران بحيث يكون هناك متابعة مستمرة لتطورات هذه الصناعة في العالم وتطبيقها على برامج الكلية.
وأوضح عبدالجواد أنه تم مؤخرا إنشاء مركز للابتكار يحتوي على حاضنة ابتكارات لطلاب الكلية والذي يهدف إلى تطوير مهارات الكلية وذلك للمنافسة في المسابقات الفنية والتقنية المحلية والإقليمية والعالمية ، بالإضافة إلى كونه مركز للإبداع والاختراع في مجال الدفاع والطيران.
موضحاً أن الكلية تتبنى الطلبة المتميزين في هذه الكلية وتشجع مهاراتهم ومواهبهم حتى يصبحوا سفراء لهذه الكلية بين زملائهم.. وتحث على التنافس والابتكار بين الطلاب وقد شاركت الكلية في عدة محافل دولية ومحلية وحصلت الكلية مؤخرا على عدة جوائز عالمية منها جائزة مركز تدريب صناعة الطيران الأسرع نموا بالمملكة لعام 2020 وجائزة التميز في تدريب صناعة الطيران بالمملكة 2020.
(هيئة التعليم)
كما التقت «الجزيرة» بهيئة التعليم والتدريب في هذه الكلية، فقد قال المهندس محمد الغامدي أنا أعمل معلمًا في الكلية منذ 4 سنوات ولدينا العديد من الطلبة الذين يدرسون في عدة تخصصات في صيانة أجهزة الطائرات من خلال البحوث والأعمال الجماعية كما لدينا برامج للتدريب على الطائرات العسكرية و أخرى للتدريب على الطائرات الطائرات المدنية، كما أن لدينا تقويم مستمر لتعامل الطالب مع المواد التدريبية وكيفية تعامله وتطبيقه للمعلومات التدريبية مؤكدا بأن الشباب السعودي يملك مواهب وقدرات هائلة للتعامل مع هذه التقنية ولديهم طموح ورغبة وشغف وحب لهذه المهنة.
كما التقينا بالمهندس والمعيد في هذه الكلية عبدالمجيد اليحيى الذي قال: أنا كنت طالباً في هذه الكلية واليوم أصبحت معلماً فيها، وهذه الكلية فتحت آفاقًا جديدة لشباب الوطن وخاصة في مجال هندسة علوم الطائرات، وهناك حماس كبير عند هؤلاء الطلبة للعمل على هذه الطائرات والمجالات الإلكترونية وخاصة طائرات بدون طيار لأنه علم جديد وفيها فرص وظيفية في المجال العسكري ومراحل التدريب، لدينا يبدأ بمرحلة اللغة ثم تبدأ مجالات التدريب الفعلي على أنظمة هذه الطائرات ومن ثم مجالات التخصص على مجالات متعددة في الطائرة وعلى عدة مراحل والاختبارات لدينا على عدة (كورسات).
«الجزيرة» مع الطلاب
كما عبر عدد من الطلاب الملتحقين بهذه الكلية عن سعادتهم وفرحتهم بوجودهم في هذا الصرح في مجال صيانة الطائرات وقالوا يكفينا فخراً أننا نتعلم وندرس ونأخذ مكافأة ويكفينا بأن هناك مستقبلاً مشرقاً لنا بعد التخرج للعمل في القواعد العسكرية والمطارات المدنية وسنعمل بكل إخلاص لخدمة قواتنا العسكرية وقطاع الطيران المدني.