فهد بن جليد
بعد المغرب والجزائر وتونس ظهرت دعوات لمقاطعة المنتجات التركية في اليونان وقبرص وأرمينيا تأثراً بالحملة السعودية الشعبية الناجحة التي شملت دولاً خليجية وعربية، لتعبر تلك الشعوب عن رفضها لسياسات وتدخلات أردوغان وحزبه العدائية في دولها، ويكفي أنَّ شعور رفض المنتجات التركية ودعوة التجار لعدم الاستيراد، بات حاضراً وممكناً في كل مكان من كل المتضررين من أحلام وأطماع أردوغان، المقاطعة حتماً ستكبر وتتسع دائرتها بكبر واتساع التدخلات والأحلام التركية، ولن تتوقف إلا بزوال السبب.
اقتناع كل هذه الشعوب بفكرة المقاطعة الشعبية السعودية -والقائمة مرشحة للزيادة-بانضمام شعوب أخرى، تؤكد حجم الضرر (الأردوغاني) بأحلام الخلافة، ووهم إعادة إحياء إرث الدولة العثمانية بإشعال الفتن والحرائق والصراعات في الوطن العربي والمنطقة وأوهام الانفصال، بمساعدة وخبث جماعة الإخوان وأدواتها النتنة، فلم يسلم بلد من محاولات السلطان المزعوم وأحلامه، وهو يبث (السمَّ الزعاف) لأهداف وأطماع مشبوهة، ستكون عصيَّة عليه وعلى أشباهه، بالوعي والانتباه الشعبي الذي أطلقه السعوديون أولاً بكل ثقة، وهم يلتفون حول قيادتهم ووطنهم ويحافظون على وحدتهم ويصنعون مستقبلهم الحالم، ليُلهِموا بذلك شعوب المنطقة، وينبهوا الشعب التركي إلى أنَّ سياسات (رئيسهم) وأوهامه، تهوي بهم نحو مزيد من الصعوبات، فالمكر السيئ لا يحيق إلا بأهله.
المقاطعة حق شعبي وخيار اقتصادي للأفراد ليعبروا عن مدى انتمائهم لبلدهم، واصطفافهم خلف قيادتهم، فلا يمكن أن أدعم كمواطن سعودي اقتصاد بلد ينصب العداء للمملكة وقادتها بالتصريح تارة، والتلميح تارة، فضلاً عن تدخل رئيسه وحشر أنفه في الشأن الخليجي والعربي والسعي لإحداث الفوضى في المنطقة، علينا التعبير عن ردة فعل واضحة بمقاطعة راقية وحضارية، فيها ثقة وقوة وقدرة وصلابة بالامتناع عن كل ما هو تركي كحق شخصي للمستهلك، ودائرة ذلك تتسع في كل اتجاه.
وعلى دروب الخير نلتقي.