إبراهيم بن سعد الماجد
الكل مؤمن إيمان قطعي بحتمية المصير، والكل لا يعلم متى سيكون الرحيل، والكل مؤمن بأن {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} تلك النفس المسرفة المسوفة، التي ترى أن في العمر فسحة، ولا تستشعر الخطر، فتكون الغفلة.
رحيل الشاعر والأديب والصوت الندي، عبدالله بن عبدالرحمن الزيد، كان رحيلا مختلفا، فالفقيد أجمع الجميع على خصال لا تكون إلا في من يستشعر بفناء الدنيا، يستشعر بأهمية بناء الآخرة، فكان رحمه الله البار والواصل والكاف العاف، لا يشتم هذا ولا يقذف هذا، ولا يغتاب ذاك.
عبدالله.. في قسمات وجهه تقرأ التواضع والزهد في الدنيا وحب الآخرين.
عبدالله.. عندما خاض الخائضون في أعراض بعضهم البعض، كان الرجل المتعفف العفيف، المترفع الرفيع!
وعندما تبرع الخائضون المتطاولون بحسناتهم، كان عبدالله الماسك لسانه المحافظ على حسناته، المستشعر بأهمية كف اللسان وكف الأذى.
رحل عبدالله.. فكانت المآثر والأثر، أثلجت صدور الفاقدين وخففت ألم المتألمين، فما أجمله من ذكر رافق رحيله فأسعدنا بجمال المصير - بإذن لله -
عبدالله الزيد، عندما يكون الحب المتفق عليه.
رحمك الله أيها الصوت الندي.. أيها اللسان العفيف.. أيها العقل الحصيف.
سلام الله عليك حتى الملتقى في الفردوس الأعلى - بإذن لله -.