عامي الأول مع زوجي بدأ منذ الطفولة لأنه حفيد خالتي، وبعد وفاة والدي احتضن أبناء خالتي أمي التي أسند لها رعاية الأسرة. لذلك لعبنا معا وذاكرنا معا وكبرنا معا ونمت هوايتنا المشتركة وهي القراءة، وكان هو محبا لها ويحرص على اقتناء الكتب ، وكان يزودني بكل كتاب يحصل عليه لأقرأه بعده ، وأحيانا أقرأه قبله لقد كانت القراءة هي التسلية الممتعة التي كنت أقضي معها كل الوقت.
وقد التحقنا بجامعة الكويت معا، واخترنا الأدب، هو الأدب العربي وأنا الأدب الإنجليزي، إذن جمعتنا صداقة وألفة ورحلة مشتركة واختيارات متقاربة أدت إلى الزواج.
انشغاله بالأدب أسعدني لأنه مجال هوايتنا المشتركة، وقد اتجهت إلى العمل وحين رافقته في بعثته إلى القاهرة للحصول على الدكتوراه، اتجهتُ لتكملة الدراسة فالتحقت بالجامعة الأمريكية للحصول على درجة الماجستير ، فأصبح كلانا مشغول بدراسة الأدب ، هو اختار دراسة المعلقات مجالا لدراسته ، أنا بدوري اخترت قصيدة المعري المشهورة : خفف الوطء .. لمقارنته بمرثية مشهورة للشاعر الإنكليزي توماس جراى (1716 - 1771).
أما إن كنت قد أحببت ما يكتب أم اكتفيت بحبه: طبعا أحببت ما يكتب، وقد كنت القارئة الأولى لكل مسودات كتاباته، أقرأها بعناية وإعجاب، وإذا كانت لي ملاحظات أسجلها على هامش المخطوطة وله حرية الاختيار، وكان يتفق معي أحيانا ويناقشني أو يشرح لي وجهة نظره.
أنا المشجعة الأولى واللحوحة عليه دوما في أن يكتب خاصة في ميدان الرواية والقصة القصيرة وأقرأ كتاباته بنهم وأعيد قراءتها، ولا أتوانى عن نقدها وأتمنى لو يكتب روايات جديدة واسأله بين الحين والآخر هل تخبئ لنا شيئا ستفاجئنا به قريبا.
سفراته لوحده قليلة وقصيرة، مهمات علمية أو ثقافية، والآن بعد أن كبر الأبناء أصبحنا نسافر سويا وأصبح همنا واحدا وهو رعاية وتربية أحفادنا من ابننا الوحيد الذي توفاه الله.
نعم أنا معجبة به أولا لشخصيته الرائعة فهو إنسان هادئ وكريم ومثقف ثقافة موسوعية أرجع لها في كل حين عندما أريد أن أستفهم عن شيء. أعجبتني رواياته كثيرا وبحكم قراءاتي الواسعة في الأدب العالمي الروسي والإنجليزي والفرنسي أرى أن مستواها عال جدا، لأنه يجيد حرفة الأدب ولأنه لا يجيد حرفة الدعاية والإعلان فإن انتشارها وشهرتها ليست كما ينبغي.
أفرح بكل كتاب جديد له وافتخر به واهتم بتوزيعه على أهلنا وصديقاتي.لم تؤثر علينا الساعات التي كان ينفقها في الكتابة، فكلانا مشغول، فأنا مشغولة أيضاً بعملي ثم في الدراسة وبعدهما الإنجاب والتربية ومذاكرات الأولاد وهو لم يقصر في رعايته لي ولأبنائنا ولبيته. كل هذا لم يترك مكانا للغيرة أو الضيق.
... ... ...
سارة سليمان الفاضل - زوجة الأديب الروائي (سليمان الشطي) الكويت
* * *
سيرة الناقد الروائي: د. سليمان الشطي
- مواليد الكويت 1943م.
- دكتوراه في الأدب العربي – جامعة القاهرة- 1978م.
- عضو رابطة الأدباء، رئيس تحرير مجلة البيان الأدبية.
- عضو في عدد من المجالس واللجان منها: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مراسل مجمع اللغة العربية في دمشق، عضو في اللجنة الاستشارية ومكتب تحرير معجمي البابطين للشعراء العرب.
* الجوائز العربية منها: جائزة الدولة التقديرية من دولة الكويت 2010م، جائزة أفضل عمل ثقافي وكتاب عربي في معرض القاهرة للكتاب 2003 .
* من إصداراته:
- الرمز والرمزية في أدب نجيب محفوظ.
- مدخل: القصة القصيرة في الكويت.
- طريق الحرافيش: رؤية في التفسير الحضاري.