فهد بن جليد
في كل محنة منحة، وفرصة يمكن استثمارها لتغيير اتجاه البوصلة، من يستطيعون فعل ذلك يصنعون الفارق في حياتهم، أغنياء الصين هم محط أنظار العالم اليوم بسبب تضاعف ثرواتهم نتيجة ازدهار تجارة الألعاب الإلكترونية تحديداً، وقت حجر جائحة كورونا، ليجمعوا قبل نهاية عام 2020م ثروة قياسية تقدر بنحو (1.5 تريليون دولار) بما يفوق ما جمعوه في السنوات الخمس السابقة، لا أعتقد أنَّ الصينيين وحدهم من فعلوا ذلك، في كل مجتمع هناك تجار ومستثمرون ومستفيدون حققوا نتائج إيجابية صامتة بسبب (كورونا).
لا يمكن إنكار الضغط الكبير الذي شهدته الأعمال التجارية، لعدد من الأنشطة التي مازال بعضها متوقفاً حتى الساعة، أو لم يتم إعادة تشغيلها بالكامل حتى الآن، لكن هذا لا يعني عدم استثمار جائحة (كورونا) تجارياً وتحقيق أرباح كبيرة في أنشطة عديدة شهدت رواجاً وإقبالاً وتزاحماً واحتياجاً مرتفعاً، بل إنَّ أسواقاً وأنشطة وأعمالاً جديدة ظهرت وارتبطت (بكورونا)، وحققت مكاسب كبيرة لأصحابها وروادها.
مؤشر صرف الأفراد والعائلات -برأيي- دون اطلاعي على أي دراسة اقتصادية، شهد ارتفاعاً وسط الجائحة، خصوصاً مع الدعم المالي السخي الذي قدمته الدولة -رعاها الله- في هذا الوقت لمساندة الفئات الأكثر تضرُّراً، لنتحدث بصراحة كل هذا يذهب في نهاية المطاف في جيوب التجار ورجال الأعمال الذين يقدمون خدمات نوعية، ويلبون طلبات واحتياج العملاء بشكل مختلف، بمعنى أنَّ التجار التقليديين لن يحققوا تغيراً ملحوظاً في مسارهم، بل ربما وضعوا تجارتهم على المحك، في ظل وجود بدائل جديدة، وأسواق وأنشطة تحقق تفاعلاً وتلبي احتياج الناس في مختلف الظروف، لا تصنع المشكلة.. كن جزءاً من الحل حتى تربح، هذا هو الدرس المجاني الذي قدمه أثرياء الصين للعالم وسط الجائحة.
وعلى دروب الخير نلتقي.