فوزية الشهري
حملة المقاطعة الشعبية التي أطلقها المواطنون كردة فعل طبيعية لسياسات أردوغان العدائية ضد السعودية والمنطقة كاملة والتدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول العربية ودعمه للمنظمات الإرهابية التي زعزعت أمن الدول العربية.
حققت هذه الحملة نجاحاً كبيراً داخلياً وتمددت إلى دول أخرى خارجياً عربية وأجنبية..
هذه الحملة السلمية سلاح قوي للرد على سيل الشتائم والاستفزازات الأردوغانية ورعونة مواقفه التي تجاوزت الحدود، لكن مع هذا النجاح ظهرت في الساحة أصوات النشاز التي تعزف على وتر الدين لإفشال المقاطعة، ولا أخفي صدمتي الكبيرة من الفتوى التي أطلقها أحمد الريسوني الذي قال فيها: (إن محاربة الاقتصاد التركي يصل ذنبه إلى الردة وأجر دعمه يعادل عمرة)، أتمنى أن يكمل فتواه المذهلة ويضع الأدلة من الكتاب والسنّة التي تجعل شراء المنتجات التركية كأجر عمرة ولعله يفصل لنا عن تلك العمرة ربما يكرمنا بفضل أكبر بأنها ستكون بصحبة رسول الله عليه السلام!
والردة عن الدين التي تنتظر كل من قاطع المنتج التركي كيف السبيل للعودة والتوبة منها؟! عند سماع مثل هذه الفتاوى ينتاب كل عاقل مشاعر الاستياء وخيبة الأمل، شيء مؤسف ومحزن أن يصل الحال ببعض من يتدثر بالدين والدين بريء منه كبراءة الذئب من دم يوسف إلى هذا المستوى من تجهيل المسلمين والسخرية بعقولهم ولا يأنف من الكذب على الله من أجل مصالح دنيوية.
فلول جماعة الاخوان صمتت عندما كان أردوغان يحرض العالم ضد السعودية وصمتت على كل جرائمه وتدخلاته في المنطقة، لكنها لم تستطع الصمت عندما تحركت الشعوب للدفاع عن أوطانها فأطلقت مثل هذه الفتوى الشاذة والخارجة عن سياق الواقع وبدوافع سياسية وتمويل قطري لمحاولة إنقاذه.
ويترتب على مثل هذه الفتوى كوارث كبيرة منها إدخال المجتمعات في دوامة الصراعات وخطورتها كونها تأخذ طابعاً شرعياً ومرجعية مقدسة ينخدع بها الناس البسطاء ويتورطون بموجبها.
لذلك أرى أن يرد عليها وتفند من أصحاب الاختصاص وإيضاح مدى زيفها وزيغها عن الحق رغم ضعف تأثيرها على مجتمعنا داخلياً، لكن ربما يتأثر بها البسطاء في الدول الأخرى.
الزبدة:
الفتن التي تتخفى وراء قناع الدين تجارة رائجة جداً في عصور التراجع الفكري للمجتمعات!
«ابن خلدون»