خالد الربيعان
اليوم الخميس عزيزي القارئ: أتمنى أن تكون بوافر الصحة والسعادة، كما نحن في زاويتنا الصغيرة: لا شأن لنا بالعالم الآن، لبعض الوقت، أرى أنك قد نسيت قهوتك المعتادة، صحتين مقدماً !، بعد عشرات السنين من المباريات والبطولات والأهداف الجميلة، والتي تدخل تحت بند التلوث البصري، والمدربين العباقرة، والآخرين الأذكياء جداً.. كما الأطفال في الحضانة ! .. وأيضاً: الكثير - جداً - من التسويق الرياضي، والإعلامي و»الإعلاني».. أصبح عندنا بطولتان هما الأكثر أهمية في الكوكب !
بمعنى: أراك تسأل.. أقول لك: يعني لو أننا -فرضاً خيالياً- تواصلنا مع فضائيين: وطلبوا منا تعريفاً ببعض تراث الإنسانية: ننتخب «الأفضل» ونبعث لهم عينة، مثلاً سنقوم في خانة السينما بإرسال «الأب الروحي» لمارلون براندو وآل باتشينو.. لا أريد مناقشة !، في الموسيقى مثلاً سنبعث لهم مقطوعات مختارة من أعمال بيتهوفن - موتسارت - فاجنر، وهانز زيمر حديثاً، مثلاً، في كرة القدم سيكون الظاهر لنا لاعبون معينون: مارادونا، ميسي، رونالدينيو، دينيس بيركامب، يمكنك المناقشة، ولكني لن أرد عليك !
في البطولات: الأهم هنا هو «كأس العالم، الدوري الإنجليزي، دوري أبطال أوروبا»، بما أن كأس العالم مناسبة تقام كل 4 سنوات، فإن الأهم كل عام كما قلنا هما الأخيرتين، السبت والأحد أصبح موعداً عالمياً للمتعة، أو للخلاص من روتين الأسبوع لبعض الوقت، بينما الثلاثاء والأربعاء يميزان بعض الأسابيع على فترات، بما أنها متعة مضاعفة، يحتفل فيها العالم كله بشكل ما، لو رأيت التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي ستفهم ما أعنيه، حفلات من الضحك، السخرية، التراشق بالنكات من جماهير كل نادي على منافسيه، الريال على البرسا، والأتليتكو على الريال، نابولي على يوفنتوس، بايرن على باريس، عاصفة من الضحك: خاصة على تويتر بما أنه المنصة الأكثر حُرِّية للتعبير..
دوري الأبطال بالتحديد أصبح هو الأهم والأمتع، مهما عارض البعض، حتى على المستوى المالي نتكلم عن 14 مليار يورو قيم لاعبين، بمتوسط قيمة للنادي الواحد: نصف مليار يورو !، اللاعبون الأعلى قيمة يتواجدون في قوائم البطولة، ومكافأة للفائز 18 مليون دولار، تقدم سنوياً.. علماً بأن الفائز بكأس العالم يحقق 38 مليوناً.. كل 4 سنوات..
لا تنسى أن علاقات الرعاية والشراكة مع الأندية الأوروبية + صفقات اللاعبين وبنود مالية في التعاقد تتأثر بعامل واحد: دوري الأبطال: التأهل له.. النجاح فيه، عدد المواسم التي كان فيها النادي بدوري الأبطال بلا انقطاع: فمعناها الطبيعي تفوقه في دوري بلده.. حتى انهيارات الأندية ومجالس إداراتها.. بسبب دوري الأبطال !
ميسي ينتصر !
كانت ثُمَانِّية بايرن في برشلونة - قبل نهائي الأبطال - هي المسمار - بل قل الوتد - في نعش مجلس إدارة «بارتوميو»، ورحيل عدد من النجوم وفيلم ميسي وقرار الرحيل، ثم الثلاثية قبل أيام من الريال في الكامب نو التي جعلت مجلس إقليم كتالونيا الإسباني يدعو لسحب الثقة من «بارتوميو» والمجلس الذي يحكم النادي: المملوك للدولة ليستقيلوا جميعاً، وتقام الأفراح والليالي المِلاح من مشجِّعي البلوجرانا ! .. وليتولى الإدارة المؤقتة: رئيس اللجنة.. الاقتصادية.
- في الدقيقة 90: هل كان هناك مؤامرة من ميسي ورفاقه.. في الكلاسيكو الأخير ؟! .. أتركك -عزيزي- حائراً في جواب السؤال !