أحمد المغلوث
استأثر التدخل التركي في عالمنا العربي باهتمام الباحثين ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية خاصة في السنوات الأخيرة بعدما امتدت يد رئيس النظام التركي «أردوغان» إلى الدول المجاورة لحدود نظامه، ولكن طموحه التوسعي المرفوض من عقلاء العالم بل وحتى من داخل نظامه الذي بات يعاني الكثير الكثير من ظروف اقتصادية لم يسبق لها مثيل في تاريخ تركيا في القرن الواحد والعشرين. وها هي يده الطموحة ذات الطابع اللصوصي تحاول جاهدة سرقة نفط ليبيا بل وحتى الدول المجاورة بل إن لسان حال البحر الأبيض المتوسط راح يتساءل بينه وبين نفسه ما هذا التصرف الأحمق إنه يجاهر بسوءاته ويحاول سرقة النفط والغاز على عينك يا تاجر كأنه مطمئن أن لا أحد يستطيع منعه أو يحول دون ما فعله ويفعله في سوريا والعراق ومؤخرا في ليبيا.
لقد عانت هذه الدول من بسط نفوذه على أكبر مساحة يستطيع الوصول اليها من دول المنطقة سواء عن طريق قواته وآلياته أو غير مباشر ومحاولة ضمها أو استغلال ثرواتها النفطية ويمثل خونة هذه الدول التي استهدفها اليد الداعمة لطموحاته وأحلامه التوسعية المرفوضة. ووراء أي تدخل يقوم به نظام ما. فتش عن «الخونه» الذين باعوا أوطانهم من أجل دولارات معدودة أو من خلال وعود بمنحهم امتيازات في اوطانهم. الأمر الذي ساعد على مر التاريخ وصول الاستعمار لدول عديدة في قارات العالم.. وما فعله اردوغان فعلته دول استعمارية مختلفة قبله في آسيا وأفريقبا وأمريكا الجنوبية والقارىء للتاريخ يكتشف بضوح مدى نجاج الاستراتيجيات الاستعمارية التي تؤتي ثمارها ايضا في هذه الدول وحتى المناطق البعيدة عن الدول الاستعمارية.
والمؤسف ومنذ البداية نجد أن التدخل التركي في سوريا والعراق وليبيا لم يجد موقفا جماعيا صلبا رافضا لما قام به رئيس النظام التركي لدرجة أنك تكتشف أنه موقف ضعيف جدا.. وكأن اصحابه لا حول لهم ولا قوة ولا قدرة على التأثير. مع أن الأمر جدا خطير، وهنا نجد مقدار التآكل في القدرة على ردع التطلعات والطموحات التركية في الدول التي راح يتمدد فيها ويسيطر على مواطنيها بل ويتسبب في تهجيرهم بعدما تم قصفهم ودك منازلهم في غياب الحماية الحقيقية مما جعلهم يسكنون في الخيام.
والمؤسف حد البكاء أن النظام التركي راح يجلب المرتزقة والمقاتلين وبقايا فلول «داعش» للمناطق التي اخضعها لنظامه في سوريا ومن ثم إلى ليبيا التي وبفضل الله واهتمام الأمم المتحدة راحت تتنفس الصعداء واتفاق الأطراف على وقف القتال والعودة للعقل والوقوف معا امام الطموح التركي بعدها ولله الحمد تعاظم دور الجامعة العربية ومن خلال أمانتها الموقرة في تحقيق «إعلان القاهرة»وبدعم متنام من مصر والذي فتح الباب واسعا أمام التسوية السلمية وتحقيق الأمن والاستقرار لليبيا العزيزة. ليبيا الأبطال. والتي يأمل الجميع خاصة اشقاء ليبيا من الدول العربية وكذلك اصدقاء ليبيا من الدول الغربية التي هي ايضا سوف تتضرر في حالة استمرار القتال في ليبيا وفتح ثغرة كبرى لتواجد النظام التركي الاستغلالي. والمصاب بنهم التوسع وحلم عودة «الامبراطورية العثمانية» من خلال تدخله في شؤون الدول ومحاولة بسط نفوذه هنا وهناك مما ساعد في وجود توتر في هذه الدول وغيرها وماذا بعد أن أمن منطقة الشرق الأوسط لا يهم دولها فحسب وإنما مختلف الدول الأوربية بل والعالم الذي يتطلع أن يسود السلام والأمن في ربوعه بصورة دائمة.