فيلم «واحدة بواحدة» لعادل الإمام يتحدث عن الوعود الوهمية التي أطلقها بطل الفيلم السينمائي تحت اسم الفنكوش، وهذا الاسم أصبح متداولاً للسخرية لأي وعد وهمي. اسم الفنكوش ينطبق كذلك على السياسة التي وعد بها حزب الحرية والعدالة التركي بعنوان «صفر مشاكل في المرحلة الجديدة» ابتداءً من عام 2013.
أبرز محور في هذه السياسة هي «صفر مشاكل مع دول الجوار» والهدف من هذا المحور بالتحديد هو خلق علاقات دبلوماسية مع دول الشرق الأوسط وأوروبا مع عدم التدخل الداخلي في شؤون تلك الدول.
تركيا كعادتها وعدت بشيء وخالفته بإرادتها، فمنذ طرح السياسة التركية الجديدة خلق حزب العدالة والتنمية لتركيا مشاكل هم في غنى عنها، فالأتراك حاليًا على عداء مع معظم دول المنطقة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، نجد بأن تركيا تمر بعلاقات متوترة مع روسيا منذ سقوط المقاتلة الروسية في 2015 ومن ثم تراجعها عن موقفها، وبعد ذلك اغتيال أحد ضباط الشرطة التركية للسفير الروسي في 2016. مرورًا بتوتر العلاقات بين تركيا ومصر من ناحية التدخلات التجسسية واحتوائها على أعضاء تنظيم الإخوان، وكذلك بين تركيا وليبيا من جهة ثانية إثر التدخلات العسكرية في طرابلس الليبية.
وتمتد مهاترات القائمين على الحزب إلى محاولتهم لاستفزاز الولايات المتحدة بحبسها للقس الأمريكي ودخولها في مفاوضات التسليح بصواريخ S400 الروسية وجنت على ذلك عقوبات أمريكية اقتصادية شديدة أطاحت بقيمة الليرة التركية. واستمرار الأتراك كذلك في المراهقة السياسية بمحولاتها إثارة غضب السعودية بكل الطرق الممكنة.
العبث التركي مع دول الجوار خلق مشاكل اجتماعية واقتصادية حادة في تركيا، فعلى الجانب الاجتماعي أجرى حزب الحرية والعدالة عمليات الإقصاء لكل من يعارضه في الإعلام والجيش والقضاء. أما على الجانب الاقتصادي، فهبط مستوى الاقتصاد التركي منذ منتصف 2018، وهذا الهبوط أزعج الشعب التركي مما أدى إلى خسارة أردوغان لانتخابات البلدية وعلى رأسها بلدية إسطنبول والتي تعد أهم بلديات تركيا مما يعني ذلك أن رحيل أردوغان أصبح محتملاً أكثر من أي وقت مضى، وبتلك المهاترات يسير الأتراك نحو الهاوية في ظل سياسة الفنكوش.