علاقات الناس ببعضهم بعضا لم تعد كما كانت منذ أربعة عقود فقد اختفى الكثير فلم يعد الجار يزور جاره، وربما يقول قائل الناس بخير، ولم يعد يحتاجون شيئاً ونسوا أن الزيارة من أفضل طرق التحاب، حتى وإن لم يكن جارك بحاجة وأيضاً الإهداء (تهادوا تحابوا)، وكذا زيارة الجارعند مرضه أو حضوره من سفر ثم لا ننسى رابطة القرابة من أعمام وذوي رحم وكذا الأصدقاء، ونبذ الكراهية ونشر الابتسامة والبشاشة أينما كنت.. صفات طيبة طغت عليها الماديات فلم نعد نراها فليتها تعود دون أن تتأثر بنظرة أوهاجس كما هو حال الكثيرين اليوم إذ ترى الوجوم على الوجوه والتباعد بين الناس بحجة لا أعرفه والتوجس من بناء علاقات جديدة والله يقول: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} (13) سورة الحجرات، وفي السنة (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)، فهل طغت الماديات وكبلت العقول وتغيرت المفاهيم حتى اختفت تلك العادات وحل محلها التباعد والكراهية.
أقول رحم الله الأجداد والآباء الذين غابوا وغاب معهم الكثير من تلك العادات والتعاملات التي نحن الآن أشد ما نكون حاجة إليها.