حجاجك الضاحك وترحيبك الحار
كن الضيوف بوسط بيتك معازيب
هذا البيت خاطبت به يوماً الراحل الشيخ عبدالرحمن بن سليمان بن جبرين، أحد رموز وأعيان محافظة القويعية ووجهائها.
تعرفت على الشهم النبيل عبدالرحمن بن جبرين أو أبو يوسف كما يحلو لنا جميعاً أن نناديه وهي كنيته نسبة إلى نجله الأكبر، قبل ما يربو على عشرين عاماً من خلال صديقي ومعلمي ورئيسي صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود، حيث ربطتهما زمالة الدراسة، وشكلا مع صديقهما محمد بن صالح العيادة -رحمه الله- ثلاثياً جمعتهم صداقة يندر نظيرها، وأتوقع أن هناك رابطاً مشتركاً بين الثلاثة، يتمثل بحب الخير والإيثار على الذات، والرغبة في مساعدة الناس، ولعل لهذا الرابط دوراً كبيراً في توطيد العلاقة واستمراريتها، والحديث عن صداقتهم المثالية الخالية تماماً من المصالح الخاصة، يحتاج إلى الكثير من الصفحات لتدوينه.
ولكن دعوني أتحدث عن عبدالرحمن بن جبرين كما عرفته...
فهو ينحدر من أسرة عرفت بولائها الكبير للوطن وقيادته، فوالده وأشقاؤه تقلدوا مناصب قيادية في الحرس الوطني وإمارات عدد من محافظات المملكة، أما هو فقد سلك طريقاً مختلفاً، حيث حرص على مواصلة تعليمه، وكان من أوائل الشباب السعودي الذين درسوا في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد حصوله على البكالوريوس من هناك عاد إلى الوطن، وعمل بالتجارة في مجالات مختلفة، وشق طريقه بعصامية متناهية، ليصبح رجل أعمال ناجحاً ومميزاً، وتعد شركته أبانا من الشركات المميزة في القطاع البنكي.
يتميز أبو يوسف بتواضعه الجمّ، وسماحته، وتباسطه مع الصغير والكبير، ومن يلتقي به يجد نفسه منسجماً معه منذ الوهلة الأولى، ولا يجد عناء في الدخول معه بعلاقة ودّ وانسجام. وبالمناسبة فإن الشيخ ابن جبرين يملك كاريزما خاصة حينما يكون حاضراً في المجلس، ونظراً لما يمتلكه من قدرات ومهارات مميزة في سبك الأحاديث ورواية القصص الجميلة فإنه يسحرك بسرده السهل الممتنع، ولا تملك إلا أن تشنف أذنيك مستمتعاً بحديثه الآسر، ومن الصفات الجميلة التي يتمتع بها أبو يوسف رغبته الجامحة بمساعدة الآخرين، وبذل جاهه لمساعدتهم، فهو لا يتوانى عن توظيف علاقاته الواسعة لمساعدة شاب يبحث عن فرصة عمل أو شخص له حاجة في إحدى الجهات وقد استعصى حلها.
وحينما نتحدث عن الكرم والعطاء والبذل، يبرز اسم عبدالرحمن بن جبرين كأحد رموز وأعلام محافظة القويعية في هذا المجال، ولعل مساهماته البارزة في مسقط رأسه القويعية خير شاهد على ما نقول.. وختاماً فهذه شذرات يسيرة من سيرة الراحل الشهم الكريم أبو يوسف، وددت نثرها من خلال هذه المقالة المتواضعة، مع إدراكي أنه يستحق الكثير، وأسأل الله أن يتغمده ووالدتي وموتى المسلمين برحمته ويسكنهم فسيح جناته، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- د. عبدالرحمن بن عبدالله العبدالقادر