عبد المحسن سليمان الحقيل
«أمد الدمع من عيني» لبث الروح
وأسكب عبرتي ألما
وتغرق في الأسى دوما عباراتي
«أفر.. أفر من وهني
أفر بعبرة الإيقاع والترجيع بالقسمات»
أفر إليك في قلق
لعلك يا إمام الحرف تمنحني مساراتي
أتذكر يوم أن كنا بقلب الليل
تجمعنا نداءاتك
تقلب دفتري برضا
تعلمني وأزعم أن فهمت الدرس
أتذكرني؟
أتذكر يوم أن كنا
بقلب الباحة الغراء تُهدينا عباراتك
وتَهدينا إضاءاتك؟
وكنت القائد الأغلى
توجهني.. تعلمني
وأزعم أن فهمت الدرس
أترحل كيف تتركني؟
لمن يا شيخ تتركني؟
فمن لي كي يعلمني نشيد الحرف؟
بكيتك والأسى قلق
يقيد في دروب الحب أبياتي
وينحرني
ويتركني بلا أمل
فديتك كيف تتركني؟
فديتك كيف تتركنا؟
فمن سيوجه الساعي؟
ومن سيعلم الداعي؟
ومن سيردد الأبيات؟
من سيسدد الكلمات؟
من يبني حروف الضاد؟!
أعد «نوارة الفأل»
تعلمني لكي أبكي
فما زالت دموع العين تخنقني
أتذكر يوم أن كنا
أتذكر يوم أن سرنا
أتذكر يوم أن عدنا؟
وكنتَ إمامي الأعلى
وكنتُ الطالب الأغلى
لأنك كنت أستاذي
أترحل دونما وجل
وتتركني لتخنقني عباراتي
وتعجز عن حروف المد أبياتي
وصوتك ساكن أذني
ووجهك ساكن بصري
وقلبك مشعل نبضي
---
أتذكرني؟
أتذكر صوتك المسكون بالإيقاع يغريني
أتذكر نبضك المسكون بالكلمات يهديني
أتذكر قلبك المملوء بالإيمان يحييني
أتذكرني؟
أتذكرني وصوت الحب إذ تحييه أبياتي؟
أتبصرني وجوف الليل إذ تبديه آهاتي
أتسمع في فضاء الكون يا أستاذ عبراتي
فديتك تعجز الكلمات عن إظهار دمعاتي
فديتك قم وعلمني
إذا غابت بداياتي
ولم أدرك نهاياتي
فكيف اصوغ أبياتي؟