عبدالعزيز مهدي العبار
خلال العامين الماضيين أُطلقت مسارات للابتعاث تركز على تخصصات لم تكن مدرجة ضمن التخصصات المسموح دراستها في السابق، وهذا يعني أن هناك توجها قويا لها واحتياجا، لكن السؤال، لماذا كانت ممنوعة في السابق؟
كانت الملحقية في واشنطن ترسل للطلبة إيميل قبل بدء كل ترم جديد يؤكد على الطلبة عدم السماح بتنزيل مواد الرياضة والموسيقى والرقص ولغة عربية أو دراسات إسلامية؛ رغم أن السنة الأولى في مرحلة البكالريوس والثانية، يوجد بهما مواد اختيارية لإكمال النصاب الفصلي 12ساعة كحد أدنى، ويمكن للطالب اختيار ما يراه مناسبا له، وذلك حسب تخصصه أو ميوله لأنها اختيارية إجبارية في نفس الوقت.
لكن المنع لم تكن له مبررات مقنعة إلى يومنا هذا، لأن الرياضة وتخصصاتها المتنوعة في الجامعات الأمريكية والفنون وتخصصاته المتفرقة تعتبر هي الداعم الأكبر لدخل وميزانية الجامعات حيث يذهب دخل المباريات والتذاكر لحساب الجامعة ويمنح الطلبة في التخصصات الرياضية منحا دراسية شاملة بل حتى الجنسية إذا احترف اللاعب ووقع عقدا مع الفريق التابع للجامعة.
من منعها؟
الاجابة بكل اختصار هو الفكر الضيق الذي لا يرى إلا بعين واحدة ومصابة بعمى الألوان والكسل.
اليوم ومع إطلاق هذا المسار كأحد مسارات برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، يتساءل بعضهم عن توقيت إطلاق هذا المسار في هذا الوقت تحديداً حيث إن التقديم على القبول المباشر يحتاج إلى شروط منها اختبارات اللغة واختبارات قبولات الدراسات العليا وقد أقفلت أغلب الجامعات المتميزة فترة القبول للترم القادم ربيع 2021، وقد ألغت السفارة الأمريكية مواعيد إصدار التأشيرات الدراسية بسبب جائحة كورونا ولن يكون هناك مواعيد حتى منتصف شهر فبراير 2021.
الجميل في هذا المسار أنه دون شروط!! ولا يتطلب عمرا محددا ولا امتدادا للتخصص السابق ولكن لم توضح كم هي الأرقام المطلوبة لسد الاحتياج ولا الجهات المعنية ذكرت في هذا المسار!! حيث إن التنمية تحتاج إلى خطة تستند على رقم وفترة وجهات رسمية توظف المبتعث إذا عاد بعد التخرج، وهذه النقاط لم تكن واضحة في إعلان المسار الجديد حتى الآن.
والشيء الذي يراها المواطن المتواجد خارج المملكة للدراسة أو للعلاج شرط تعجيزي هو أنه من شروط التقدم وجود بطاقة هوية وطنية جديدة وجواز سفر ساري المفعول لمدة سنة على الأقل، ووجود عنوان وطني مسجل في السعودية، وبذلك لن يستطيع المتواجد خارج المملكة من الالتحاق بالبرنامج لأن كل هذه المتطلبات قد لا يستطيع الحصول عليها من الممثليات في الخارج، بالرغم ان خدمة إصدار الهوية الوطنية في الخارج تم تدشينها من قبل سمو وزير الداخلية في منتصف عام 2019 لتخدم هذه الشريحة من المواطنين ولكن ما زالت الممثليات تنتظر العمل بها حسب إفادتهم.
أغلب من سيتقدم على هذا المسار هم المرافقون والأبناء ويمكن للوزارة أن تجعل الأفضلية لهذه الشريحة خصوصاً أبناء الموفدين والمبتعثين أو تفتح لهم مسارا خاصا للذين أنهوا الدراسة الثانوية العامة أو الدبلومات أو من هو حالياً في السنة الأخيرة في الثانوية إذ يعتبرون هم الاستثمار الحقيقي الذي يقلل التكلفة على ميزانية الوزارة التذاكر والتأشيرة والرسوم المتفرقة ويضمن استمرار الطلبة في دراستهم دون تعثر لأن حواجز اللغة والثقافة ليست موجودة لديهم بل من الأفضل التركيز عليهم والاستفادة منهم فالعدد كبير ويتجاوز الآلاف في أمريكا وحدها.
الابتعاث يعتبر الاستثمار الحقيقي للموارد البشرية لكي تلبي كل متطلبات سوق العمل ومجالاته وتحقيق الرؤية الطموحة التي أطلقها سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان قائد مسيرة التغيير والنهوض بالوطن والمواطن ومقدراته وأهمها الشباب، لذلك طلب الأم والأب من المسؤول في وزارة التعليم هو «افتحوا مسار ابتعاث لأبناء الموفدين والمبتعثين» ونسقوا مع الجهات ذات العلاقة بخصوص الشروط التي يتوجب توفرها عند كل متقدم وانظروا فيها لأن أوقات الدراسة محددة وأي تأخير حتى ولو يوم واحد، قد يؤجل الدراسة إلى سنة كاملة.
** **
- أمريكا