عثمان أبوبكر مالي
في كل مرة يعلن فيها الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم قائمته لاستحقاق قادم أو تجارب أيام الفيفا، تصدر علامات الاستفهام والتعجب حولها وعن الاستدعاءات وعن أسماء تم اختيارها، ذلك أمر طبيعي جداً، يحصل مع كل منتخبات العالم، لأن الاختيار (وجهة نظر) حتى وإن كانت فنية للمدير الفني، والتدريب أصلاً وجهة نظر.
لكن وجهة النظر المقنعة تأتي مبنية على أسس وقواعد وثوابت تتفق مع نظريات اللعبة، وبالتالي تُحترم مهما كان درجة الاختلاف معها، وبصراحة لم أجد اختلافاً من قبل، مع وجهة نظر مدرب المنتخب الوطني واختياراته مثل ما هو عليه الحال مع القائمة الأخيرة، صحيح أن هناك حالات مشابهة سابقة ومكررة، لكن هذه المرة تجاوزت كل ما سبق، وذلك واضح من ردود الأفعال والامتعاض والتعليقات، التي تجاوز بعضها حد اللباقة!.
المنتخب -أي منتخب- في العادة وفي كل مكان، يتم اختياره من أفضل اللاعبين، وإن لم يكونوا الأفضل فمن الأجهز، وقائمة ريناد الأخيرة تخلو من لاعبين كانوا الأفضل وضمت لاعبين لا يمكن اعتبارهم الأجهز، وكيف يكون لاعباً لم يشارك منذ انطلاقة الموسم مع فريقه إلا في شوط واحد من الأفضل وكيف يمكن اعتبار لاعب قادم للتو من إصابة لاعب جاهز، وهو لم يكمل حتى شوط لعبه مع فريقه ثم تم اختياره؟! يمكن أن يحدث ذلك إذا كان الاختيار مبنياً على (أثر رجعي) وفي لاعب أو لاعبين وعندها نقول: لا بأس، ولكن ليس بالدرجة التي عليها قائمة ريناد.
من المطالب التي سبق أن كتبت وطرحت تساؤلاً عنها لماذا لا يجعل الاتحاد السعودي لكرة القدم الأندية الرياضية والمهتمين والمتابعين للرياضة السعودية (شركاء) معه في مسيرته وأعماله مطلعين على برامجه وتوجهاته وخططه بإعلانها وإظهارها حتى يجد الدعم والتأييد وعلى الأقل من باب المعرفة، وقد يجد عندها (رأياً ومشورة) فيقدم له رياضي فاهم وخبير (وجهة نظر) غائبة عن الاتحاد على طريقة (الحرب والمكيدة) وهذا يتم عندما يكون لدى الاتحاد برامج معدة و(تخطيط) مسبق وليس (خبط عشواء) كما هو ظاهر!
أعود إلى قائمة الأخضر فأقول: إن الوقت الذي يفصلنا عن المباريات الرسمية طويل وكافٍ جداً للتجارب بحثاً عن تحقيق إنجاز العمل المرسوم، لكن ذلك يتطلب أن تكون الاختيارات صحيحة ومقنعة ومبنية على (احترام) القميص وعلى قيمته وغلاوته، فيحفز كثيراً المختارين للتألق وارتفاع دوافعهم الذاتية، ويصنع أرضية أقوى للنجاح، ليكون النتاج وقت الاختبار مكتملاً.
كلام مشفر
«خطوة في الصميم اتخذتها وزارة الرياضة وهي تدعم قرارها المتعلق بإيقاف أي ممارسات إدارية تكلف الأندية التزامات مالية تلحق بها وتعرض موازنتها السنوية للضرر، واعتبار حصول ذلك مخالفة قانونية تعرض وتضع الإدارة تحت طائلة المسؤولية والعقاب.
«يبدو أن الوزارة وجدت أن (قوة النظام) الوسيلة الوحيدة لتخليص الرياضة من ضعف بعض الرؤساء والإدارات وخضوعهم لضغوط التحزبات والآراء الجماهيرية والهاشتاقات العاطفية والأحكام الإعلامية المستعجلة.
«بقوة التنظيم الجديد تتخلص الأندية أيضاً من تسلط بعض المدربين وحتى اللاعبين المحترفين الأجانب (وتعمد) البعض منهم استغلال الإدارات (المترددة) بالتقاعس أو التصادم ودفعها إلى أخذ قرارات الاستغناء وإلغاء العقود من طرف واحد وتكليف الأندية دفوعات مالية كبيرة كان يمكن تجنبها بقليل من الحكمة والتريث وتحكيم العقول وليس العواطف.
«خيبة كبيرة أصابت جماهير نادي الاتحاد قبل توقف الدوري بعد الجولة الرابعة ومباراة الفريق الدورية أمام فريق التعاون، ما كادت هذه الجماهير تفرح قليلاً بعد الفوز بمباراة الديربي وتقديم اللاعبين لمستوى جيد وإغلاق صفحة عدم الفوز على الجار اللدود، وتوقع أن يصحو الفريق بعدها أكثر وأكثر ويظهر بمستوى أفضل ومعنويات عالية وارتفاع الدوافع الذاتية لدى اللاعبين، حتى فوجئوا بمستوى هزيل وهبوط في الأداء والروح من اللاعبين بشكل صادم جداً للكثيرين.
«وزاد الطين بلة استمرار أخطاء الجهاز الفني وتخبيصات السيد كاريلي سواء في التشكيل الأساسي واختيار العناصر أو حتى في التدخلات، وتأكد أن المدرب ضعيف في قدرته على القراءة الفنية للمنافسين سواء قبل أو أثناء المباراة، ولا يوجد لديه ثبات في التعامل مع اللاعبين وتوظيفهم.
«ما زلت أرى أن المدرب لن يتغير أو ينتبه لأخطائه طالما لا يجد من يسأله ويتابعه ويناقشه ويحاسبه في التمارين وقبل المباريات وبعدها، وأكرر أن الاتحاد ناد كبير لا يمكن أن يدار من خلال المنصة(!!).