فهد بن جليد
مضامين الخطاب الملكي الكريم لافتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة لمجلس الشورى تشكل وثيقة تاريخية ومنهاج عمل حقيقي لمجلس الشورى في أعمال دورته الجديدة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وضع الخطوط الرئيسة التي تنتهجها المملكة العربية السعودية في سياستها الداخلية والخارجية أمام رئيس وأعضاء مجلس الشورى وبحضور سمو ولي العهد -حفظه الله- لتكون منهاج عمل يقود لتطور الوطن ورفاهية المواطن، وفق رؤية المملكة 2030 بحفظ الأمن والاقتصاد السعودي، وتنويع مصادر الدخل، ومحاربة الفساد والتصدي له بكل حزم.
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لفت في خطابه الكريم حرص المملكة على إقامة مناسك الحج هذا العام بأعداد محدودة، من أجل ضمان إقامة الركن الخامس من أركان الإسلام في ظل هذا الظرف الاستثنائي بشكل آمن لسلامة الإنسان على هذه الأرض المباركة وتمشياً مع الجهود الدولية للتصدي لجائحة (كورونا)، فما قامت به المملكة العربية السعودية وكافة أجهزتها من جهود وتدابير واحتياطات وخطوات لمواجهة جائحة (كورونا) هو عمل استثنائي واحترافي بكل المقاييس أذهل العالم، وعكس ما وصلت إليه بلادنا من تقدم وقدرة وفق توجيهات القيادة الرشيدة، لا سيما في الاستجابة السريعة اقتصادياً وطبياً وأمنياً وحماية ودعم القطاع الخاص والعاملين فيه، في عمل رصد لنجاحه وتمامه أكثر من 218 مليار ريال.
خطاب خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- كان شاملاً وواضحاً ومُلهماً لكل مواطن سعودي تستضيف بلاده قمة مجموعة العشرين G20 والعالم يمرُّ بمنعطف استثنائي، ليكون على عاتق المملكة العمل بكل اقتدار على العبور بالاقتصاد العالمي نحو الاستقرار، وازدهار الدول والشعوب لا سيما وهي الدولة العربية الوحيدة في هذا التجمع العالمي للكبار لتكون الواجهة المشرقة لكل عربي ومسلم، الخطاب الكريم فوَّت الفرصة على كل المتربصين ليؤكد التزام بلادنا بثوابتها تجاه الأمتين العربية والإسلامية وقضاياها مثل (فلسطين والعراق واليمن وسوريا وليبيا والعراق) مع التحذير من خطر الإرهاب الإيراني وضرورة تصدي العالم له، الخطاب الملكي الكريم حظي باهتمام إقليمي ودولي واسع، وتناقلته الأوساط السياسية والاقتصادية العالمية بالتحليل في تأكيد على مكانة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وعلى دور المملكة العربية السعودية الرئيس والمحوري وهي تترأس قمة مجموعة العشرين G20 في هذا الظرف الاستثنائي، كدولة محورية وكبيرة لها ثقلها وتأثيرها الدولي.
وعلى دروب الخير نلتقي.