محمد العيدروس - الرياض:
تسارعت مساحات الفرح في أنحاء واسعة من العالم مع تباشير لقاح «فايزر» الأمريكي المضاد لكورونا ووصول فعاليته إلى 90 %، إلى جانب أربعة لقاحات أخرى وصلت إلى مراحل متقدمة وناجحة من تجاربها السريرية الأخيرة. وفي هذا الشأن زفَّ وكيل وزارة الصحة في المملكة الدكتور عبدالله العسيري أنباءً أكثر فرحًا.. حيث أكد أن المملكة ستكون من أوائل الدول في مجموعة العشرين وعلى المستوى الدولي في الحصول على لقاحات آمنة وفاعلة لمواجهة كورونا. وأكد الدكتور عسيري أن المملكة تعمل في مسار ضمن تجمع عالمي يمكنها من الحصول على سلة لقاحات معتمدة عالمياً ووصلت إلى مراحلها النهائية. وكشف وكيل وزارة الصحة في هذا الصدد أن المملكة لديها مسار آخر تعمل به للحصول على اللقاحات المعتمدة، وذلك من خلال التعاقد والشراكات المباشرة مع الشركات التي وصلت لقاحاتها إلى مستوى متقدم. متوقعًا الحصول على موافقات رسمية للقاحات قبل نهاية العام الجاري.
على هذا الصعيد رفعت عدد من الشركات المتخصصة في الصناعات الدوائية على مستوى العالم حدة التنافس بينها من أجل التوصل إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، ومن ثم البدء في الحصول على موافقات الإنتاج. وبالتزامن مع إعلان شركة «فايزر» الأمريكية وصول فعالية لقاحها المضاد لكورونا إلى 90 %، تسعى عدد من الشركات الأخرى لاتخاذ الخطوات النهائية.
ففي روسيا أصدر الصندوق السيادي الروسي ومعهد «غماليا» للأبحاث بيانًا أكدوا فيه فعالية لقاح «سبوتنيك-في» الذي بات حالياً في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية ويشارك فيه 40 ألف متطوع. وجاء في البيان «بعد تحليل 20 حالة مؤكدة بـ«كوفيد- 19» موزعة بين الأشخاص الذين تلقوا اللقاح والذين تلقوا علاجًا وهميًا تبيَّن أن نسبة الفعالية بلغت 92 %، وأكد الصندوق السيادي الروسي أنه سيقدم كل المعطيات اللازمة للجهات المنظمة الوطنية في الدول الراغبة في شراء لقاح «سبوتنيك-v». ويحتوي اللقاح على الفيروس الرائج المسؤول عن نزلات البرد، يضاف إليه جزء من الفيروس المسبب لـ»كوفيد- 19». وأعلن وزير الصحة الروسي ميخائيل موراتكو عن بدء الإنتاج الفعلي وبكميات كبيرة من اللقاح «سبوتنيك-v» وبدء التوزيع في الأقاليم الروسية.
وفي الولايات المتحده أيضاً ظهر للسطح وبقوة لقاح موديرنا، حيث نقلت صحيفة «يو إس أيه توداي» الأمريكية، عن دراسة نشرتها مجلة «نيو إنجلند جورنال» الطبية، أن اختبارات الشركة الأمريكية في سبتمبر الماضي أثبتت فعالية لقاحها الواضحة في خلق مناعة قوية لدى الفئات العمرية المختلفة، وبالأخص الذين تزيد أعمارهم على 56 عامًا، وهو ما كان بمنزلة بادرة أمل، كون معظم اللقاحات لم تؤت مردودًا جيدًا مع كبار السن. ويمر لقاح «موديرنا» في الوقت الحالي بالمرحلة الثالثة من التجارب السريرية، حيث أعلنت الشركة في منتصف سبتمبر التعاقد مع أكثر من 25 ألف مشترك لإجراء الاختبارات، من أصل 30 ألفًا تحتاجهم بالفعل، متوقعة أن يوافَق على الإنتاج بنهاية العام الجاري.
كما برز لقاح جونسون آند جونسون بعد أن كانت مساعي الشركه الأمريكية قد اصطدمت بإصابة أحد المتطوعين بمرض لا تفسير له، ما دفعها لتعليق تجاربها السريرية للقاح منتصف الشهر الماضي. ألا أن مثل هذا التعليق يمثل أمراً متوقعًا في التجارب الكبرى. وتسعى الشركة في الوقت الحالي لإصدار التقرير النهائي بشأن اللقاح، والذي من المتوقع أن يصدر مطلع العام المقبل، وذلك حسب ما ذكرته شبكة «سي إن بي سي» الأمريكية.
وجنبًا إلى جنب برز أيضاً لقاح أسترازينيكا الذي تطوره جامعة أكسفورد بالتعاون مع شركة «أسترازينيكا» ورغم عثرات مختلفة واجهها وأبرزها وفاة متطوع بسبب البروتوكولات الخاصة بسرية معلومات المرضى، الأمر الذي نتج عنه توقف التجارب على اللقاح. وعاودت التجارب في البرازيل مجدداً بعد مراجعة أسباب وفاة المتطوع وثبوت أنه لم يتلق من الأساس اللقاح الذي تتم تجربته بواسطة الجامعة البريطانية، حسبما أكدت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، كما تتوقع الشركة أن يكون هذا اللقاح جاهزًا للحصول على الموافقة النهائية بحلول نهاية العام الجاري.
من جهته اعتبر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس أن إعلان شركتي «فايزر» و«بيونتيك» أن لقاحهما ضد «كوفيد- 19» (فعّال بنسبة 90 %)، هو «نبأ مشجع». وكتب مدير المنظمة الأممية في تغريدة «نرحّب بالأنباء المشجّعة في مجال اللقاح الذي تطوّره شركتا فايزر وبيونتيك ونشيد بجميع العلماء والشركاء في العالم الذين يطوّرون أدوات جديدة آمنة وفعّالة للتغلب على «كوفيد- 19».
تصنف الولايات المتحدة البلد الأول على مستوى العالم في إطلاق واحدة من أهم عمليات التلقيح في تاريخ البشرية، مع توزيع 600 مليون جرعة من لقاح «كوفيد- 19» خلال بضعة أشهر. وليست حملات التلقيح الضخمة بالأمر الجديد، إذ تم القيام بها لعقود لمكافحة الإنفلونزا أو مرض الحصبة مثلاً. لكن التلقيح ضد وباء «كوفيد- 19» يعد تحديًا جديدًا بحد ذاته بسبب ثلاثة عوامل هي الوقت الضيق لتلقيح عدد ضخم من الأشخاص، وضرورة التلقيح باستخدام جرعتين ودرجات الحرارة المنخفضة جدًا التي يجب تخزين كميات اللقاح فيها. واللقاح الذي طورته مجموعتا «فايزر» الأميركية العملاقة و«بايونتيك» الألمانية وسيصبح أول لقاح مرخص له في الولايات المتحدة، يجب أن يحفظ في 94 درجة تحت الصفر على مقياس فهرنهايت (70 درجة مئوية تحت الصفر) في حين أن لقاح الإنفلونزا يمكن حفظه في الثلاجة. ولقاحات فايزر التي ستوزع في الولايات المتحدة ستأتي من أكبر مصانعها للإنتاج في كالامازو بميشيغن. وشحن اللقاحات سيكون عملية منظمة بدقة بين الحاويات والشاحنات والطائرات. وسيتم ملء حاويات الشحن الحرارية بثلج جاف و975 قارورة لقاح تحتوي كل واحدة منها على خمس جرعات لإجمالي 4875 جرعة. وكل يوم ستنقل ست شاحنات الجرعات إلى شركات نقل جوي كـ«فيديكس» و«يو بي اس» و«دي اتش ال» التي ستتولى توزيعها عبر الولايات المتحدة خلال يوم أو اثنين وفي العالم خلال ثلاثة أيام كما أعلنت فايزر لفرانس برس. وتتوقع المجموعة القيام بحوالي 20 رحلة شحن يوميًا في العالم. وحذرت من أن اللقاح لن يكون مناسبًا ليوزع على على عيادات الأطباء والصيدليات الصغيرة. أقله سيتعين على الأميركيين في البداية التوجه إلى المستشفيات أو حتى إلى مراكز توزيع أكبر تقام في مواقف السيارات تمامًا كما يتم إجراء فحوص كشف الإصابة بـ«كوفيد- 19» على حد قولها. ويمكن للقاحات أن تبقى في عبواتها لأسبوعين ما يعني أن المستشفيات لن تحتاج إلى برادات خاصة.
* * *
إضاءات سعودية للتاريخ
- المملكة هي الدولة الوحيدة التي أعلنت تعويض الممارسين الصحيين بكافة جنسياتهم المتوفين بكورونا خلال أداء مهامهم بنصف مليون ريال
* * *
- من أوائل الدول التي تكفّلت بنقل رعاياها وطلابها العالقين في الخارج وتقديم تذاكر السفر والإعاشة لهم على نفقتها
* * *
- من الدول القليلة التي تكفَّلت بتحمّل 60 % من رواتب موظفي القطاع الخاص المتضرر من جراء كورونا
* * *
- الدولة الأولى عالمياً التي فتحت فنادقها الفاخرة ومراكزها كعزل للمصابين بكورونا وتحمّل إعاشتهم وعلاجهم جميعهم دون استثناء
* * *
- أول دولة في العالم تهب لدعم منظمة الصحة العالمية بـ 10 ملايين دولار و100 مليون للأمم المتحدة في بداية تفشي الجائحة
* * *
- واحدة من دول قليلة في العالم تقدِّم خدمة الفحص المخبري لكورونا بالمجان لمواطنيها والمقيمين على أراضيها
* * *
- أقل دولة -بحمد الله- في مجموعة العشرين تأثراً اقتصادياً من جراء جائحة كورونا