«الجزيرة» - واس:
رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة المؤتمر الصحفي الذي عقده وأعلن من خلاله عن الإنجاز العلمي العالمي عن برنامج «المسح الوطني للصحة النفسية» الذي تناولته دار النشر الأمريكية (Wiley) في 8 مقالات خلال شهر سبتمبر 2020م تضمنت نشراً للنتائج الأولية الناتجة عن البرنامج. وفي بداية المؤتمر ثمن الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الدعم الكبير وغير المحدود الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - لقضية الأشخاص ذوي الإعاقة على مختلف المستويات، وهو من قام على هذه القضية منذ أن كان -يحفظه الله- أميراً لمنطقة الرياض عند تأسيس جمعية الأطفال ذوي الإعاقة التي وُلد منها هذا المركز. وأوضح أن الدولة تبنّت الكثير من الفعاليات والبرامج والمشاريع والمبادرات التي قدمها مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة ومن بينها مشروع «الوصول الشامل» و«هيئة الأشخاص ذوي الإعاقة» التي هي إحدى توصيات المؤتمر الدولي الرابع للإعاقة والتأهيل التي تم الرفع بها لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز -رحمه الله-. وأكد سموه أن طموحات المركز كبيرة ومسؤولياته جسيمة لتغيير واقع ومعاناة الأشخاص ذوي الإعاقة وقضية الإعاقة بشكل عام، ونبه سموه إلى أنه « لا يجوز عالمياً في ظل هذا التقدم العلمي الهائل والاستثمارات والتمويل أن تبقى بعض قضايا الإعاقة ومشاكل المعوقين عالميا دون حلول ومعالجات علمية ولاسيما أن العالم قادر على ذلك بما لديه من تسارع تقني وتطبيقات الذكاء الاصطناعي». وبيّن أن المركز يعمل على تطوير خطته الإستراتيجية لتحتوي على نقلات كبرى لقضايا الصم والعمى وصعوبات التحرك وجميع القضايا التي تهم الأشخاص ذوي الإعاقة، متوقعاً أن يكون هناك خلال السنوات الخمس المقبلة اختراق يصب في حل هذه المشاكل -إن شاء الله تعالى-، كاشفاً سموه عن جهود بحثية كبرى يجري العمل عليها من قبل مركز الملك سلمان لإبحاث الإعاقة بما يحقق الخير للإنسانية تجسيداً لشعار المركز «علم ينفع الناس»، مشدداً على أهمية أن تتحول الأبحاث العلمية إلى نفع الإنسان وألا تبقى مجرد أبحاث غير مستفاد منها. وأوضح سمو الأمير سلطان بن سلمان أن المركز أنتج الكثير من المبادرات الوطنية، والأبحاث العلمية التي هي اليوم مطبقة في مجالات الحياة العامة، وهذا البحث اعلمي الذي نحتفل به اليوم عالمياً هو استشراف لعصر جديد وطموح يتجدد، لأننا نعيش في عصر متطور ومتغير، مؤكداً أن الدولة تعتز أن لديها كل هذه القدرات البشرية الهائلة في مختلف المجالات وفي شراكات مهمة مع مؤسسات عالمية بما يخدم الإنسانية جمعاء، كما أكد أن النظرة المستقبلية للمركز للخمس السنوات القادمة سوف تشهد تطوراً وتوسعاً كبيراً في بناء الجسور من الشراكات مع المراكز العالمية للتعاون والتضامن في الأبحاث المتقدمة. وتناول الأمير سلطان بن سلمان خلال المؤتمر جهود الفريق الذي عمل على برنامج المسح الوطني للصحة النفسية وتبناه المركز بالتعاون مع وزارة الصحة، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وجامعة الملك سعود، وشركة سابك والهيئة العامة للإحصاء، وجامعة هارفارد، وجامعة ميتشجن، ومنظمة الصحة العالمية، ومبادرات كل من العضو المؤسس خالد بن علي التركي، وعبد الرحمن بن علي التركي -رحمه الله- بالمشاركة في البرنامج بدعمه ومتابعته، حتى وقف هذا البرنامج شاهداً على الإنجاز العلمي السعودي الذي سلط الضوء على أهمية قياس حجم العبء الذي تشكله الأمراض النفسية في المجتمع السعودي وتقدير حجم الإعاقة الناتجة عن الأمراض الصحية، ومعرفة المجتمع المعرضين لعوامل قد تزيد من نسبة الخطورة، لتقديم البرامج الوقائية المناسبة لهم ومعرفة مسببات ضغوط الحياة الأكثر شيوعاً في المجتمع، وأفضل الطرق لتقديم الخدمات الصحية. عقب ذلك ألقى معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة كلمة أشار فيها إلى أهمية هذا البرنامج الحيوي الذي ينفذه المركز مع وزارة الصحة، مثنياً على الدور المميز الذي يقوم به المركز في التصدي لقضية الإعاقة ودعم البحث العلمي المتخصص، منوها بالتعاون الإستراتيجي المستمر بين الوزارة والمركز. من جهته قدم معالي المشرف العام التنفيذي على المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور ماجد الفياض كلمة تحدث فيها عن أهمية هذا البرنامج الذي يعد من أكبر البرامج البحثية بمستشفى الملك فيصل التخصصي. فيما تناول معالي رئيس جامعة الملك سعود الدكتور بدران العمر في كلمته دور الجامعة في إنشاء كرسي للأبحاث لهذا البرنامج المبارك، و أسهما بالدعم اللوجستي الذي واكب الحدث من بدايته. كما لفت رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الدكتور أنس الفارس في كلمته إلى أن الدينة أسهمت بوضع إستراتيجية شاملة إيماناً منها بهذه البرامج التي سوف تساعد على دراسة حجم العبء ومعرفة فئات المجتمع وأفضل الطرق لتقديم الخدمات الصحية وخدمة الوطن، مشيراً إلى البرنامج المهم الذي تنفذه المدينة في المدة الحالية وهو برنامج «الجينوم السعودي» بهدف الحد والوقاية من الأمراض الوراثية والجينية.