تقرير - جواهر الدهيم:
تقدمت المرأة السعودية بخطوات ثابتة نحو التمكين الاجتماعي، بعد صدور العديد من القرارات والتشريعات والأنظمة التي تعزز مكانتها وتحفظ حقوقها الشخصية والاجتماعية، وضمان مشاركتها في منظومة التنمية وصناعة القرار، بفضل ما أولته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - وولي عهده الأمين من رعاية ودعم لملف تمكين المرأة وفق رؤية المملكة الطموحة 2030.
حيث جاءت المكتسبات والنجاحات التي حققتها المرأة السعودية في العديد من المجالات متوائمًا مع إعلان الرياض عاصمة للمرأة العربية، والتي تولت فيه المملكة دفة القيادة على المستوى الإقليمي، لدعم مسيرة وتعزيز مكانة المرأة العربية في الحراك التنموي والاجتماعي على مستوى الدول العربية.
وقادت المرأة السعودية بنجاح سبل إنجاح أجندة التنمية المستدامة 2030، وتمكين المرأة في المنطقة العربية، وتطوير آليات التعاون مع المنظمات الدولية المعنية، خلال اجتماع الدورة الـ 39 للجنة المرأة العربية التي عقدت بمدينة الرياض تحت مظلة جامعة الدول العربية، وحضور وزراء ورؤساء وفود الدول العربية، والآليات الوطنية المعنية بالمرأة والوفود من المنظمات العربية والدولية.
إيمان راسخ
غير أن إيمان المملكة الكامل بأن المرأة عنصر مهم من عناصر قوة المجتمع، وأنها تتمتع بضمانة راسخة في أنظمة وقوانين البلاد، شكَّل الأهمية القصوى لدفع المرأة وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة لبناء مستقبلها، والإسهام في تنمية المجتمع المحلي والإقليمي، والانطلاق بثقة نحو العواصم العربية.
وعبرت رؤية المملكة 2030، وبرامجها عن تطلعات قيادة البلاد الطموح إلى النهوض بالإنسان، وضمان مستقبل الأجيال عبر رفع كفاءة المؤسسات لتحقيق مرتكزات الرؤية وهي : مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر ووطن طموح، في إشارة إلى مبادرات الرؤية التي تضمنت 36 هدفًا استراتيجيًّا تدعم تمكين المرأة، وتسهيل وصولها للخدمات.
وتقول الأمينة العامة لمجلس شؤون الأسرة الدكتورة هلا التويجري إن إعلان الرياض عاصمة للمرأة العربية لعام 2020 يأتي لدور ومكانة المملكة الذي تقوم به على المستويات كافة، ودعمها المستمر للمرأة ودورها، فضلًا عن مشاركة المملكة للمجتمع الدولي بأهم القضايا التي تؤثر في مشاركة المرأة العربية في التنمية، ويسهم في إيصال صوتها.
تحوُّلات تاريخية
قادت التحولات التاريخية التي جاءت داعمة لتمكين الأسرة السعودية، بفضل رؤية المملكة 2030، بقيادة رائد النهضة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى انطلاق المرأة السعودية لتخوض غمار التنمية الإقليمية للمرأة العربية، وتمثيلها على المستوى العالمي.
وتمثلت أبرز التحولات فيما شهدته منظومة الحماية الاجتماعية في المملكة، وبرامجها الخاصة بسوق العمل، وبرامج التأمين الاجتماعي، وبرامج شبكات الأمان الاجتماعي، وتوفيرها على قدم المساواة بين المواطنين، بما فيها خدمات التعليم والصحة، فضلًا عن حرص المملكة على تعزيز وضع المرأة الاقتصادي، وإزالة الحواجز أمامها في سوق العمل، مصحوبًا بالمصادقة على اتفاقيات وبروتوكولات الأمم المتحدة الداعمة لحقوق المرأة، والتزامها بتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتضمن أبرز الأنظمة التي مكنت المرأة في سوق العمل منع أي تمييز في الأجور بين العاملين والعاملات عن العمل ذي القيمة المتساوية, وفقًا للائحة التنفيذية لنظام العمل السعودي، ومنح الموظفة الحق في التمتع بإجازة وضع مدتها 10 أسابيع، مدفوعة الأجر، وإجازة أمومة بحد أعلى 3 سنوات طوال خدمتها الوظيفية، فضلًا عن إلزام أصحاب العمل الذين يشغلون 50 عاملة فأكثر، بتوفير مكان مناسب يوجد فيه عدد كافٍ من المربيات لرعاية أطفال العاملات الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات، إضافة إلى حظر فصل الموظفة لأي سبب متعلق بالزواج أو الأمومة.
حضور دبلوماسي
أسهمت هذه التحولات مجتمعة في حضور المرأة في العمل الدبلوماسي، بالإضافة إلى مشاركتها في الانتخابات البلدية، ومجالس الغرف التجارية، وتضاعف عدد النساء في سوق العمل في السنوات الأخير ة, وزيادة نسبة التمثيل في أعضاء مجلس الشورى، فضلًا عن حرص المملكة على المُضِيِّ قُدُمًا لدعم المرأة لضمان مشاركتها الكاملة في التنمية المستدامة، والتعاون الدولي الذي يعزز تمكينها.
وعلى مستوى برامج شبكات الأمان الاجتماعي، تمثلت جهود المملكة في تقديم إعانات الضمان الاجتماعي وبرامجه المساندة، وبرامج رعاية ذوي الإعاقة، وبرامج الخدمات الصحية الأساسية ورعاية الأمومة، وبرامج الرعاية الإيوائية والتأهيلية المنزلية، والبرامج التعليمية، والقروض الاجتماعية والإنتاجية المقدمة من بنك التنمية الاجتماعي بشكل متساوٍ لكلا الجنسين، وبرنامج حساب المواطن، وبرنامج حافز للتعطل عن العمل.
وحرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين على تقديم خدمات دعم الإسكان لكلا الجنسين، مع تمكين المرأة من خلال تقديم تسهيلات لذوات الأولوية القصوى، كالمطلقات والأرامل والمرأة المعيلة لأسرتها من خلال منحهن نقاطًا اضافية، تزيد من أولويتهن في الحصول على دعم الإسكان، إضافة إلى أن نظام الحماية من الإيذاء، ونظام مكافحة جريمة التحرش، يجرِّمان كل ممارسات الإيذاء، والتحرش بمختلف أشكاله.
تتويج الرياض
وعكس تتويج الرياض عاصمة للمرأة العربية بالتزامن مع ترؤُّس المملكة للدورة التاسعة والثلاثين لاجتماع لجنة المرأة العربية، الإرادة الوطنية الداعمة لمكاسب المرأة في جميع المجالات السياسية، والاقتصادية، والتشريعية، والاجتماعية، وتأكيد أهمية الدور القيادي للمملكة في دعم وضع المرأة وتعزيزه.
وشهدت المملكة عام 2017، حزمة من المكاسب للمرأة السعودية بطموح القائد الشاب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ضمن رؤية المملكة 2030، تضمنت العديد من البرامج والقرارات والتشريعات التي تدعم تمكين المرأة، ومنحها حقوقها الاجتماعية والاقتصادية وغيرهما في المجالات العامة. وسمح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بقرارات غير مسبوقة في سبتمبر عام 2017، لأول مرة للمرأة السعودية بقيادة السيارة، في خطوة وجدت صدًى كبيرًا على المستوى المحلي، والإقليمي، والعالمي، بما يعزز مكانة المرأة، ودورها الاجتماعي.
وعززت المملكة مكاسب المرأة السعودية بالمشاركة في الانتخابات، بحق المشاركة في مبايعة خادم الحرمين الشريفين، الذي حصلت عليه المرأة، ومارسته في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، ممَّا رفع مكانتها كفرد أساسي، وشريك في المجتمع.
وظائف قيادية
غير أن أحد أهم المكاسب التي دفعت بالمرأة السعودية إلى تمثيل العواصم العربية، تعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان آل سعود، أول سفيرة للمملكة في الولايات المتحدة، في سابقة هي الأولى من نوعها، لتشجيع النساء على تولِّي المناصب العليا، فضلًا عن اهتمام الدولة بتكريم الرائدات السعوديات في جميع المجالات المختلفة؛ تقديرًا لكفاحهن وليكنَّ نموذجًا تسير على دربه فتيات المملكة.
وبرزت المرأة السعودية بكفاءة عالية على الساحة الدولية، إذ تولت قبل سنوات ماضية أول مبتعثة سعودية وهي الدكتورة ثريا عبيد منصبًا قياديًّا رفيعًا هو المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، حيث أدارتها بكفاءة ونشاط، كان محط ثناء المنظمة والعاملين فيه.
وضمن الحقوق غير المسبوقة للمرأة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إتاحة الخدمات للمرأة السعودية؛ دون شرط موافقة ولي الأمر، إضافة إلى السماح بمنح المرأة الحقوق ذاتها التي يكفلها القانون للرجل، فيما يتعلق بالسفر لمن تجاوزن 21 عامًا، وسن قانون لتقليل معدلات زواج القاصرات؛ بجعل زواج الفتيات الأقل من 17 عامًا لا يتم إلا بعد تقديم طلب للمحكمة الخاصة.
صندوق النفقة
جاء صدور قرار تنظيم صندوق النفقة للمطلقات، والسماح للأم الحاضنة بطلب صك إثبات حضانة من دون إقامة دعوى، ومنح متدربات القانون رخصة مزاولة المهنة، تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 لدعم حقوق المرأة السعودية، إلى جانب حصول المرأة على دعم الدولة في ممارسة مهنة المحاماة التي كانت حكرًا على الرجال.
ومن أبرز القرارات التي أسهمت في اختيار الرياض عاصمة للمرأة العربية 2020، السماح للمرأة السعودية بدخول الملاعب الرياضية، إلى جانب منحها حق اختيار الانضمام إلى التجنيد، كما تم السماح للفتيات بممارسة الرياضة في المدارس، وفق رؤية المملكة 2030.
رئاسة تمكين G20
وسبق اختيار الرياض عاصمة للمرأة العربية، قيادة المرأة السعودية، ممثلة للدكتورة هلا التويجري، الأمينة العامة لمجلس شؤون الأسرة، لفريق تمكين المرأة في رئاسة السعودية لمجموعة العشرين، الذي يعمل على دعم وضمان النهوض بالمرأة، ودعم مسارات عديدة أخرى، أبرزها التنمية، التعليم، الزراعة، التوظيف، مكافحة الفساد، الصحة، السياحة، والتجارة والاستثمار.
هذا وقد حظيت المرأة السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز -رحمه الله - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - بالعديد من القرارات الملكية والأوامر السامية، منها ما كان متصلًا بشكل مباشر بدعم دور المرأة ومنها ما كان ضمن منظومة المؤسسات الحكومية والأهلية، بينما كانت رؤية 2030 بمثابة «مشروع طموح للمرأة السعودية»، تعكس صورة أكثر إشراقًا لمكاسب المرأة.